خرجت تظاهرة كبيرة في مدينة حلب امس عملت قوات الامن السورية على تفريقها بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون في المدينة. وقال متحدث باسم تنسيقية التآخي في حلب ان «تظاهرة حاشدة انطلقت لتشييع احد القتلى الذين سقطوا الجمعة في التظاهرات التي خرجت في قلب مدينة حلب». واضاف ان الامن يعمل على تفريق المتظاهرين «لكن الشباب يعودون الى التجمع مجددا». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق اكثر من اربعة آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب. واوضح المرصد ان «تشييع شاب استشهد في حي السكري تحول الى تظاهرة تطالب باسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد». ولم يفد حتى الآن عن وقوع اصابات. إلى ذلك ذكرت منظمة حقوقية ان 31 شخصا قتلوا امس في حصيلة اولية في سوريا بينهم ثلاث نساء وطفلة بنيران القوات السورية، منهم ستة في ريف حماة وستة في ريف حلب واربعة اشخاص في حمص (وسط) التي تشهد احياء عدة منها قصفا متواصلا منذ 22 يوما. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «استشهد ستة مواطنين بينهم فتاتان خلال العمليات العسكرية والامنية التي تنفذها القوات النظامية السورية في قريتي معرزاف والمجدل بريف حماة الغربي». وفي ريف حلب، اضاف المرصد «قتل ستة اشخاص بينهم امراة وطفلة في مدينة اعزاز التي يسمع الآن فيها اصوات اطلاق نار كثيف مستمر منذ صباح اليوم» - امس -. وكان المرصد اشار في بيان سابق الى وصول قافلة تضم 25 سيارة تحمل عناصر مدججين بالسلاح، الى اعزاز التي شهدت في الايام الماضية تحركات مناهضة للنظام. واشار المرصد ايضا الى وفاة شخصين في مدينة حلب متأثرين بجروح اصيبا بها الجمعة بنيران الامن. وفي حمص، معقل الحركة الاحتجاجية، «استشهد اربعة مواطنين في احياء الخالدية والحميدية وبابا عمرو» بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد. وقالت لجان التنسيق المحلية ان حي الخالدية استهدف بعدد من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي) من جهة جامع خالد بن الوليد. كما يتعرض حي الحميدية لقصف بالهاون واطلاق رصاص متواصل من قناصين. وذكر المرصد ان «اصوات انفجارات متقطعة سمعت في عدة احياء في مدينة حمص صباح السبت». وواصلت القوات الحكومية السورية قصف المناطق المضطربة من البلاد امس بعد يوم من حث قوى غربية وعربية دمشق على وقف جميع أشكال العنف بشكل فوري والسماح للهيئات الإنسانية بتسليم معونات إلى المدنيين المتضررين بسبب العنف. وقال عمر حمصي الناشط السوري المقيم في محافظة حمص وسط البلاد عبر الهاتف إن «عشرات القذائف سقطت على حي الخالدية ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وحرق العديد من المنازل». وهدأ القصف خلال الليل حيث تمكنت فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمرة الأولى من دخول منطقة بابا عمرو المضطربة والتي أجلت منها 27 شخصا معظمهم من النساء والأطفال. غير أن فرق اللجنة فشلت في إنقاذ اثنين من الصحافيين الغربيين المصابين أو انتشال جثتي اثنين آخرين قتلا في وقت سابق من الأسبوع الحالي. وكان أكثر من مئة شخص قد قتلوا الجمعة وفقا لنشطاء من المعارضة. الى ذلك قال احد المفاوضين ان المفاوضات بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر والسلطات والمعارضين السوريين لاجلاء صحافيين اجنبيين مصابين بجروح من حمص وجثتي اثنين آخرين قتلا، ستستأنف السبت بعد يوم من المشاورات التي لم تسمح باخراجهم. وقال احد المفاوضين في حمص ان المفاوضات التي توقفت ليل الجمعة السبت يفترض ان تستأنف صباح السبت في هذا الحي المتمرد في المدينة الواقعة وسط سوريا المحاصر من قبل الجيش السوري منذ الرابع من شباط/ فبراير. وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان «ثلاثة سيارات اسعاف غادرت بابا عمرو وعلى متنها عدد من الضحايا السوريين». واضاف «المفاوضات مستمرة مع السلطات والمعارضين لاجلاء كل الاشخاص الذي يحتاجون لعناية طبية سريعة دون استثناء». وكان المصدر نفسه ذكر ان بين الذين سيتم اجلاؤهم المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه اللذين اصيبا اضافة الى جثماني الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا في القصف على بابا عمرو الاربعاء. لكن السلطات السورية اتهمت «المجموعات المسلحة في بابا عمرو» بانها «رفضت تسليم الجريحة والجثتين»، موضحة ان ذلك يعرض «يعرض حياة الجريحة الفرنسية للخطر ويعرقل اعادة الجثتين الى بلديهما». من جهته، قال الهلال الاحمر السوري على صفحته على فيسبوك انه تم اجلاء سبعة جرحى وعشرين امرأة وطفلا. وكان دبلوماسيون ومسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الاحمر يحاولون اقناع المتمردين الذين يسيطرون على حي بابا عمرو والسلطات باسكات اسلحتهم لانجاز عملية اجلاء الجرحى والجثتين. وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته ان «سفارات فرنسا وبريطانيا وبولندا تعمل بجد وبتعاون وثيق بينها لاخراج الجرحى وجثتي الصحافيين اللذين قتلا». وتمثل سفارة بولندا مصالح الولاياتالمتحدة منذ اغلاق السفارة الاميركية في دمشق.