أكد مختصون في مجال العناية بالمعوقين، أهمية الرياضة في تطوير القدرات العقلية والنفسية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، واختيار ما يناسبهم منها، بحسب نوع إعاقتهم. وقال رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية تاروت الخيرية شفيق آل سيف: «إن حصة اللعب والتشويق، تحتل ركناً مهماً في جدول الأطفال المعوقين يومياً»، لافتاً إلى أن أساليب الدعم والتشويق «تختلف من طفل إلى آخر بحسب عمره، وميوله وقدرته العقلية». وأبان آل سيف في تصريح ل «الحياة»،أن «بعض ذوي الاحتياجات الخاصة يجد متعة في الرياضة، وآخر في البرامج الحسية الأخرى، التي تُظهر أصواتاً مثلاً»، موضحاً أن الأمر يعتمد في جزء كبير منه على «تشخيص المربيات، فهن يقمن باختيار ما يلائمهم، بالتوافق مع ميولهم ورغباتهم». وأكد أن «اللعب يعتبر وسيلة داعمة ومساندة لنفسية الطفل المعوق، ولا يختلف في ذلك مع السوي، فكل منهما يختار ما يناسبه من اللعب بما يتوافق مع ميوله، ما يحتم على الأسر إيلاء هذا الجانب اهتماماً كبيراً، للارتقاء بنفسية أبنائهم». بدورها، دعت المتخصصة في التربية الخاصة في مجال الإبداع وصعوبات التعلم الدكتورة منيرة المصبحين، إلى «استغلال نقاط القوة لدى الطفل المعوق، بدلاً من التركيز على تعليم القراءة والكتابة فقط»، مشيرة إلى أن المعوق لديه «قدرات عقلية كبيرة»، لافتة إلى «أساليب وألعاب تنمي خيالهم وقدراتهم الفكرية والعقلية معاً، عبر استخدام «سيكولوجيات السيكودراما» التي عادة ما تستخدم في العلاج النفسي». واستعرضت المصبحين مجموعة ألعاب «يحتاج الطفل لاستخدام عقله فيها، مثل «الكرة الخيالية»، التي يشكلها الطفل كما يرسمها خياله. ويشكل منها الشكل الذي يريد، ثم يقوم برميها على زميله، ليقوم بالعمل نفسه بشكلٍ آخر. كما نستخدم «المرايا»، إذ يتخيل الشخص نفسه مرايا، والآخر كأنه واقفاً أمامها، ويتحدث، وكذلك نرمي بعض الأشياء على المسرح، ليقوم الطفل بتمثيل موقفاً أو ذكرى معينة تخصه، إضافة إلى «القصة المرتجلة»، التي من خلالها يقوم الطفل بتأليف قصصه»، مبينة أن لكل هذه الألعاب أهمية من جانب «التواصل البصري». و أضافت أن «بعض الأسر تعيش في غفلة من الأمر، ولا يهتمون بالطفل المعوق في بعض النواحي المهمة التي يحتاجها، عوضاً عن أن حياة المعوق المتنقلة بين الأطباء والمعالجين، تقلل من عنصر التشويق واللعب لديهم، ما ينبغي الانتباه له». وعن أهم الصعوبات التي يواجهونها، أشارت إلى «الوعي للإعاقة بما تتضمنه، وعلى الأسر أن تكون لها دور بارز في التدخل المبكر لعلاج الطفل، وأن تكون نظرة المجتمع للمعوق، تتضمن التقبُّل والرحمة بلا تحيز أو تمييز، ويجب أن تكون البيئة المدرسية للطفل مهيأة بما يتناسب معه». و أشارت إلى أن المعوق في السعودية يحظى باهتمام رسمي كبير، بيد أنها أكدّت الحاجة إلى «اهتمام وتفاعل أكبر، كما أن بعض المراكز بحاجة لبرامج تتلمس حاجات الأهالي». واقترحت «تبني الباحثين هذا الموضوع، باهتمام كبير وجدية ، وتهيئة المدارس، من خلال إعطاء دورات، وتفعيل دور الإعلام بشكل أكبر، كما يجب أن يتم توعية الأسر بكل الطرق لخطورة الزواج المبكر، وزواج الأقارب، والتدخل مبكراً قبل استفحال الحالة».