ارتفعت وتيرة المخاوف على الاستقرار الداخلي في لبنان من تداعيات أمنية وسياسية محتملة لإصرار أحد أبرز وجوه التيار السلفي في صيدا والجنوب الشيخ أحمد الأسير على الانطلاق، قبل ظهر بعد غد الأحد، على رأس موكب سيّار من ساحة النجمة في صيدا الى ساحة الشهداء في بيروت تضامناً مع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في مقابل تلويح أحزاب وقوى سياسية حليفة لدمشق تنظيم تحرك مضاد ينطلق من المكان نفسه الى وسط بيروت، ما ينذر بحصول صدام بين الجمهورين. وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية في صيدا بأن الاتصالات بين الشيخ الأسير والقيادات الأمنية لم تتوقف في محاولة لإقناعه بحصر التجمع الذي دعا إليه في صيدا وعدم التوجه الى بيروت، لكنه أصر على موقفه على رغم أن قيادات سياسية دخلت أخيراً على خط الاتصالات وتولاها رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، إضافة الى دور مماثل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان التقاه منذ حوالى أسبوعين في المختارة. وعلمت «الحياة» أن الشيخ الأسير باقٍ على موقفه إذا لم تطرأ في اليومين المقبلين مستجدات تدفعه الى إعادة النظر بدعوته أنصاره الى التجمع في ساحة الشهداء، خصوصاً أن المسالك التي سيسلكها من صيدا الى بيروت قد لا تكون آمنة وتصعب السيطرة عليها أمنياً لقطع الطريق على محاولة استغلال هذا التحرك لإحداث إرباكات قد تؤدي الى مزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي الذي سيرتد سلباً على الاستقرار العام. وأكد الأسير، للذين تواصلوا معه من أجل ثنيه عن التوجه الى بيروت تجنباً لاندلاع مبارزة بين الساحة المؤيدة للمعارضة السورية والأخرى الداعمة للنظام في سورية على غرار ما يحصل في مثل هذه المناسبات في عدد من أحياء العاصمة، بأنه سيلقي خطاباً سلمياً مئة في المئة مستخدماً فيه التعابير الهادئة وأن هناك تعليمات لأنصاره بضرورة الحفاظ على الطابع السلمي لحركته الاحتجاجية وعدم الانجرار وراء أي استفزاز يستهدفهم وهم في طريقهم الى بيروت. ومن براغ، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعد محادثات موسعة مع الرئيس التشيخي فاكلاف كلاوس، إن «نزوح عائلات سورية جراء الاضطراب لا يشكل مشكلة كبرى لأنهم يستطيعون الإقامة عند أقاربهم كما أن الدولة اللبنانية والمنظمات الإنسانية تقدم مساعدات لهذه العائلات ونعامل النازحين كعائلات وليس كلاجئين». وأمل سليمان بأن تتمكن «الدول العربية المعنية من تحقيق انتقال ناجح للديموقراطية بعيداً من التطرف والعنف»، مجدداً «تأكيد التزام لبنان قرارات الشرعية الدولية». وفي هذا السياق، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن السفيرة مورا كونيللي اجتمعت أمس مع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي شمال لبنان، وناقشت معه الوضع الأمني والسياسي والوضع الحالي في سورية. وذكر بيان للسفارة أن كونيللي أعربت عن «قلق بلادها العميق من استمرار النظام السوري في قمعه العنيف للشعب السوري بما في ذلك الاعتداء المستمر على حمص». ودعت الى وقف فوري للهجمات ضد المدنيين ومواكبة آمنة للمساعدات الإنسانية للشعب السوري المحاصر، وشددت على قلق الحكومة الأميركية من أن تؤدي التطورات في سورية الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان. وأبدت كونيللي، كما جاء في البيان، قلقها من زيارة وزير الدفاع فايز غصن الى إيران وتصريحاته في طهران التي تؤشر الى احتمال أن يؤدي النقاش الذي قام به غصن الى انتهاك لبنان لقراري مجلس الأمن 1747 و1929.