على رغم المطر الغزير وموجة الصقيع التي تجتاح قطاع غزة، شارك حوالى ألفي طفل، و500 رياضي محترف وهاو من القطاع والعالم في «ماراثون غزة الثاني» الذي نظمته أمس وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «اونروا». وانطلق العداؤون بعد السابعة من صباح أمس بقليل من بلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع الى مدينة رفح أقصى الجنوب على بعد نحو 45 كيلومتراً مروراً ببلدة بيت لاهيا شمال غربي القطاع. وركض العداؤون المشاركون في الماراثون على الطريق الساحلية وصولاً الى شاطئ بحر مدينة رفح المتلاطم الأمواج بسبب عاصفة باردة تجتاح المنطقة أدت الى إغراق عشرات منازل الفقراء واللاجئين وميناء غوة البدائي واقتلعت عدداً من الأشجار، في وقت تطايرت فيه ألواح الزنك من على أسطح المنازل. وشارك في الماراثون، الذي يهدف الى جمع تبرعات وأموال لألعاب الصيف لأطفال لاجئي القطاع، وتنظمه «اونروا» للعام الثاني على التوالي، عدّاءان أولمبيان فلسطينيان هما نادر المصري، وبهاء الفرا الذي سيشارك في سباق 400 متر في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لندن. ومن بين المشاركين في السباق عدّاؤون من أوروبا والولايات المتحدة وحوالى 2.2 الف متسابق من طلاب المدارس التابعة ل «اونروا» الذين شاركوا لمسافة كيلومتر واحد بالتتابع على طول طريق السباق بأكمله. ومن بين المشاركين أيضاً 200 رياضي من غزة، وعدد من الهواة، إضافة الى 80 عدّاءً دولياً، وحوالى 200 امرأة، و 180 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتضمنت فعاليات المسابقة سباق نصف ماراثون وسباق 10 كلم وسباق كيلومترين، إضافة إلى سباق مشي 500 متر. وفاز في السباق العداء الأولمبي نادر المصري (32 سنة)، حيث قطع المسافة في ثلاث ساعات وعشر دقائق، تلاه بفارق نصف دقيقة العداء محمود يوسف (33 سنة). وتم توزيع الميداليات والجوائز على الفائزين في احتفال ختامي نظمته «اونروا» عند نقطة النهاية على شاطئ بحر مدينة رفح بعد الظهر. وعبر المصري عن سعادته البالغة لمشاركته في الماراثون، معتبراً أنه وجه «رسالة مهمة للعالم لتقديم الدعم للاطفال الفلسطينيين». وقال المصري، الذي فاز في نسخة الماراثون الأولى، إنه لم يتمكن من «تعديل المدة الزمنية الى ساعتين وعشرين دقيقة بدلاً من ساعتين وثمانية وأربعين دقيقة في ماراثون العام الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية». وقال المستشار الاعلامي ل «اونروا» عدنان أبو حسنة إن «الهدف من وراء تنظيم المارثون هو جمع الأموال لألعاب اونروا الصيفية، حيث توفر هذه الألعاب مكاناً آمناً لما يقارب من 250 ألف طفل وطفلة في قطاع غزة لممارسة اللعب واكتساب الأصدقاء والتعبير عن أنفسهم بحرية، وهي تجربة تعد، للأسف، نادرة بالنسبة الى أولئك الأطفال الذين يعيشون وينمون» في القطاع المحاصر من قبل اسرائيل. وأشار الى أن «التمويل تم من قبل مانحين دوليين وعدد من الجهات المحلية، من بينها بنك فلسطين المحدود، ومؤسسة وورلد فيجن، وشركة جوّال الذين قدموا تبرعات سخية». ولفت الى أن «عدداً من المتسابقين الدوليين عملوا على استخدام مشاركاتهم من أجل جمع التبرعات من أصدقائهم وأفراد عائلاتهم وزملائهم لألعاب الصيف». وشدد أبو حسنة على أن رسالة الماراثون للعالم هي أنه «يمكن لغزة أن تنظم ماراثون على غرار اسرائيل، أو أي بلد في العالم. الناس هنا يصرون على الحياة على رغم كل الصعوبات والحصار والفقر».