وصف مدير عمليات وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في قطاع غزة جون غينغ الاعتداء على أحد مخيمات ألعاب الصيف التابعة لها في وسط القطاع بأنه «عمل جبان ومشين». وأعلن مصدر في ال «أونروا» ان عدداً من المسلحين الملثمين اقتحموا فجر الاثنين مخيماً صيفياً تابعاً للوكالة في وسط قطاع غزة وأحدثوا فيه أضراراً. وقال غينغ في بيان صحافي أمس إن «النجاح الساحق لدورة الألعاب الصيفية لأونروا، يقابل مرة أخرى بالإحباط الواضح من قبل المجموعات التي ترفض أن ترى الأطفال سعداء». واعتبر أن «هذا مثال ودليل آخر على ازدياد التطرف في غزة، وهذا يدعو إلى الحاجة الملحة والضرورية لتغيير الظروف على الأرض التي من شأنها ان تولد هذا النوع من التطرف». وأكد أن «رد أونروا سيكون بسيطاً: ستعيد بناء الموقع على الفور، وستستكمل برنامج ألعاب الصيف، الذي يعتبر مهماً جداً لبنية الأطفال النفسية والجسدية». وشدد على أن «هؤلاء الأطفال تعرضوا للضغوط والصدمات النفسية بسبب التجارب والظروف التي يعيشونها» في اشارة الى الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على القطاع العام الماضي واستمرار الاعتداءات من حين الى آخر ايضاً. وأثنى غينغ على خدمات الطوارئ التي «سارعت الى الاستجابة والتقليل من الأضرار الناجمة عن الهجوم». واستناداً الى المعلومات المتوافرة لدى «أونروا» في بيانها فإن «حوالى 25 مسلحاً ملثماً هاجموا (فجر أمس) موقعاً بحرياً لألعاب الصيف على شاطئ (مخيم) النصيرات (للاجئين) في قطاع غزة وأضرموا النار فيه، واعتدوا جسدياً على الحراس، بعد تقييدهم». واعتبرت «أونروا» أنه «من حسن الحظ لم يصب أحد آخر في هذا الاعتداء». وأوضح البيان أن «هذا الاعتداء هو الثاني من نوعه خلال شهر، فقد وقع الاعتداء الأول الأحد 23 ايار (مايو) الماضي، عندما أضرمت مجموعة مسلحة تتكون من حوالى 30 مسلحاً ملثماً النار في أحد مواقع ألعاب الصيف وهي لا تزال قيد الإنشاء على شاطئ مدينة غزة». وبدأت ألعاب الصيف فعالياتها العام الحالي في 12 من الشهر الجاري، وستستمر حتى الخامس من آب (أغسطس المقل). ويشارك في ألعاب الصيف هذا العام حوالى 25 ألف طفل لاجئ من مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع. وأقامت «أونروا» لهذا الغرض حوالى 1200 موقع لاستقبالهم، على مدى فترات متتالية. وتلقى ألعاب الصيف، التي تنظمها «أونروا» للسنة الرابعة على التوالي تشجيعاً واستحساناً من قبل المجتمع. وتعتبر ألعاب الصيف، التي تنظمها «أونروا» لأطفال اللاجئين في القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون لاجئ، أضخم برنامج ترفيهي يسعى الى التفريغ النفسي والضغوط والصدمات النفسية، فضلاً عن الأنشطة المتنوعة، ومن بينها الرياضة والسباحة والفنون التشكيلية والحرف والمسرح والتمثيل. وكانت الحكومة المقالة في غزة استنكرت الاعتداء السابق على المخيم الصيفي التابع ل «اونروا» في غزة، ووعدت بالكشف عن الجناة على الملأ، الا أن ذلك لم يحصل، على رغم أنها أعلنت أنها اعتقلت عدداً من المشتبه بهم. وقالت الشرطة التابعة للحكومة المقالة أمس تعقيباً على الاعتداء الجديد إن رجالها وجهاز المباحث العامة «وصلوا على الفور الي مكان الحادث، وفتحوا تحقيقاً شاملاً في الحادثة». وعبرت عن إدانتها كل حوادث الاعتداء التي تستهدف مخيمات «اونروا»، مؤكدة رفضها «هذا الاسلوب في التعامل معها». واستنكرت فصائل وهيئات أهلية فلسطينية الاعتداء على المخيم الصيفي. ودانت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين «حرق» المخيم. وطالبت «بملاحقة الجناة والكشف عن هويتهم ومحاسبتهم على فعلتهم النكراء الموجهة ضد العاملين في الوكالة». وطالب «بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات التي تسيء لشعبنا ونضاله، وهي مؤشر ينذر بعودة مسلسل الانفلات الأمني». واستنكرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بشدة «جريمة الاعتداء الآثم». ووصفته بأنه «خطير (...) ويشكل انتهاكاً لسيادة القانون وخروجاً سافراً وإساءة لتقاليد وعادات شعبنا». وطالبت «بضرورة التحرك العاجل والفوري لملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة، والعمل الجاد على حماية مؤسسات المجتمع المدني، وضمان حرية عملها والوقوف بحزم تجاه اية اعتداءات قد تتعرض لها». واستنكرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان الاعتداء وطالبت الحكومة المقالة الجهات المختصة «بملاحقة مقترفي هذه الجريمة، وتقديمهم للعدالة (...) وتوفير الحماية المطلوبة للأطفال المشاركين في مخيمات ألعاب الصيف».