انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بعنف موقف الغرب من سورية، معتبراً أنه «وقح». وفي مقال نشرته صحيفة «موسكوفسكيي نوفوستي» الروسية، دافع الرئيس الروسي بقوة عن قرار روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرارين لمجلس الأمن الدولي ضد قمع السلطات السورية للحركة الاحتجاجية. وقال الرئيس الروسي: «لا أستطيع بأي شكل كان استيعاب مصدر هذا التشدد». وتساءل: «لماذا لا يكفي التحلي بالصبر لإيجاد مدخل جماعي ودقيق ومتوازن خصوصاً أنه في حالة المشروع (مشروع القرار حول سورية) بقي فقط طلب الشيء ذاته من المعارضة المسلحة كما من السلطة وبالتحديد إخراج الوحدات العسكرية والفصائل المسلحة من المدن». ورأى أن «رفض القيام بذلك يعتبر وقاحة». وتابع بوتين: «إذا أردنا توفير سلامة المواطنين وهذه أولوية بالنسبة إلى روسيا، فمن المهم عقلنة كل أطراف المواجهة العسكرية». وقال بوتين في مقاله: «اتضح أن في الدول التي شهدت الربيع العربي - وكما حصل في العراق - تفقد الشركات الروسية مواقعها التي تشكلت لعقود في الأسواق المحلية». وأضاف أن الشركات الروسية «تفقد عقوداً كبيرة جداً ويحتل مكانها وكلاء اقتصاد تلك الدول التي ساهمت في تغيير النظم في تلك الدول»، مشيراً إلى أن ذلك يدفع إلى الاعتقاد بأن «أكثر الأحداث مأسوية حفزها ليس الاهتمام بحقوق الإنسان بل مصلحة جهة ما في تقسيم الأسواق». وأكد بوتين أنه «لا يمكن السماح لمن يحاول تنفيذ السيناريو الليبي في سورية» بتحقيق ذلك، مؤكداً أن «جهود المجتمع الدولي يجب أن توجه في المقام الأول إلى تحقيق المصالحة الداخلية في سورية». وأضاف: «من المهم تحقيق نهاية سريعة للعنف من أي جهة كانت، وبدء حوار وطني من دون شروط مسبقة ومن دون تدخل أجنبي واحترام سيادة البلاد وهذا سيؤدي إلى خلق الظروف المناسبة لتنفيذ الإصلاحات الديموقراطية التي أعلنتها القيادة السورية في شكل فعلي». وتابع: «يحدوني أمل كبير في أن تأخذ الولاياتالمتحدة والدول الأخرى في الاعتبار التجربة المريرة (في ليبيا) وألا يحاولوا اللجوء إلى سيناريوات استخدام القوة ضد سورية من دون قرار من مجلس الأمن الدولي». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قاطعت بلاده مؤتمر «أصدقاء سورية» في تونس الأسبوع الماضي، إن هذا «الاجتماع كان له بوضوح طابع أحادي». وتابع: «حتى الآن لم نفهم طابع البيان الذي وزع... اللقاء لم يساعد على خلق ظروف قادرة على تحفيز جميع السوريين للانتقال إلى الحوار السياسي. وهذا أمر يبعث على الأسف». وعن استفتاء تعديل الدستور السوري، قال لافروف: «أعتقد أن من يرى في هذا (الاستفتاء) تحركاً نحو الديمقراطية فهو صائب... وأن وقف احتكار حزب واحد للنظام السياسي يجب أن يرحب به». وأشار الوزير الروسي إلى «أننا نلح على أن تحصل جميع القوى السياسية الحكومة والمعارضة، على إشارات من الخارج مفادها أننا نريد أن نجلسهم خلف طاولة الحوار»، معرباً عن ثقته بأن «الاستفتاء في سورية لم يجر رداً على تصريحات بل كخطوة هامة على طريق الإصلاحات الملحة». وأكد لافروف: «أننا رحبنا بتعيين كوفي عنان مبعوثاً خاصاً مفوضاً لخلق الظروف لتحضير وبدء ذاك الحوار السوري الشامل بين الحكومة وكافة المجموعات المعارضة... أنه تفويض هام للغاية». وأردف قائلاً: «نعتبر أن العمل على هذه التوجهات يجب أن يجري بانسجام تام... روسيا سترحب بأي مبادرة ستسمح بتوحيد المجتمع الدولي على أساس مساندة القرارات التي سيتوصل إليها السوريون بأنفسهم».