موسكو - «الحياة» - أكدت روسيا أن الشعب السوري «يقرر بنفسه مصيره» و «مصير الرئيس السوري بشار الأسد»، محذرة على لسان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الأسرة الدولية من التصرف «بتهور» حيال سورية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله أمس «نحن بالقطع ندين كل أشكال العنف بصرف النظر عن مصدره لكن لا يمكن أن يتصرف شخص ما مثل فيل في متجر للخزف... يجب ألا نتصرف بتهور. علينا أن نترك الشعب السوري يقرر مصيره». وتابع: «ساعدوهم، انصحوهم، قيدوا على سبيل المثال قدرتهم على استخدام السلاح لكن لا تدخل تحت أي ظرف». وحول الوضع في سورية وكذلك في ليبيا، أكد بوتين أنه كان يجب «بالتأكيد إفساح المجال أمام الشعب في هذين البلدين لحل المشاكل بنفسيهما»، وذلك في انتقاد ضمني للدول الغربية التي تدخلت في ليبيا وتسعى للتدخل في سورية بهدف إنهاء الأزمة المستفحلة في ذلك البلد. كما قال بوتين في اجتماع مع زعماء دينيين روس إنه يوجد جنوح متزايد للعنف في العالم وإن روسيا يجب ألا تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونها وتكرار أحداث مثل التي شهدتها ليبيا وسورية. وأضاف «ثقافة العنف تصدرت المشهد في الشؤون الدولية خلال العقد المنصرم ولا يمكن إلا أن يسبب ذلك قلقاً... ويجب ألا نسمح بشيء مثل هذا في بلدنا». وكثيراً ما انتقد بوتين الذي يخوض انتخابات الرئاسة الروسية الشهر المقبل، الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وتوترت العلاقات نسبياً الشهر الماضي بسبب تعليقات عواصم غربية على الانتخابات البرلمانية الروسية. في موازاة ذلك، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداة زيارته دمشق التعليق عما إذا كان بحث مع الرئيس السوري احتمال تنحيه عن السلطة، مشدداً على أن «السوريين هم من يقرر مصيره». وقال لافروف في مؤتمر صحافي «إن خلاصة أي حوار وطني يجب أن تكون نتيجة اتفاق بين السوريين أنفسهم ومقبولة من جميع السوريين». وتابع «ليس من شأن الأسرة الدولية أن تحاول تحديد نتيجة الحوار الوطني مسبقاً»، مشدداً على ضرورة إجراء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة. وطلب من «جميع الجهات التي لها تأثير في المعارضة السورية» حض هذه الأخيرة على بدء المفاوضات مع الحكومة السورية. وتابع «إننا ندعم أي مبادرة تهدف إلى إيجاد الظروف لقيام حوار بين السوريين، وهذا ما ينبغي أن تفعله الأسرة الدولية، سواء العالم العربي أو أوروبا أو الولاياتالمتحدة أو مناطق أخرى من العالم». وزاد لافروف الذي حظي باستقبال حاشد من قبل مؤيدي النظام في دمشق، أن استدعاء السفراء من سورية لن يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد. وأضاف «لا أعتقد أن استدعاء السفراء يوجد ظروفاً ملائمة لتطبيق مبادرة الجامعة العربية... إننا لا نفهم هذا المنطق، كما لا نفهم القرار المتسرع بتجميد نشاط بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية». وشدد على أن «وجود مراقبين أجانب دائماً يساعد على ضبط النفس، وليس من الواضح لماذا قرر عدد من دول الخليج استدعاء مندوبيهم من هذه البعثة ولماذا تم بعد ذلك تعليق أعمال البعثة بينما كان من المفترض إن تعرض تقريرها أمام مجلس الأمن الدولي». ودافع لافروف مجدداً أمس عن الفيتو الروسي في مجلس الأمن، قائلاً إن موسكو إنما «حالت بذلك دون تمكن المجموعات المسلحة المعارضة من السيطرة على المزيد من المدن». وتابع ساخراً «لقد فوتنا فرصة السماح للمجموعات المسلحة التي تحارب القوات الحكومية بالسيطرة على المزيد من المدن والقرى». وزاد «نعم، لقد فوتنا تلك الفرصة. وإذا كان ذلك هدف معدي مشروع القرار فكان لا بد أن يقولوا مباشرة إننا نريد أن تسيطر المجموعات المسلحة على المدن في سورية». واختتم بالقول «عليكم اعتماد الصراحة مع شركائكم، لأن نصف الحقيقة أسوأ من الكذب». وكان لافروف قال في دمشق إن روسيا مستعدة للعمل من أجل وضع حد للأزمة السورية بموجب مبادرة الجامعة العربية وإن الاسد مستعد للتحاور مع جميع القوى السياسية.