فكرة نشأت قبل 30 سنة في الولايات المتّحدة وراجت في دول عدّة. مطعم تأكل فيه وجبات صحيّة وتدفع ما تراه مناسباً، وإذا لم يعجبك الطبق، لا تدفع! في شارع مدريد في الجمّيزة (وسط بيروت) افتتح مطعم صغير أطلق عليه اسم «موتّو»، لائحة أطباقه من مطابخ عالمية منها السريلانكي، الإثيوبي، التايلاندي، الإسباني، اللبناني... وكل يوم يقدّم طبقاً خاصاً من بلد معيّن مع الموسيقى التي ترافق الزبون خلال تناوله وجبته وتأخذه إلى أجواء العاصمة التي يتذوّق طعامها. استقبلتنا البريطانية آنجيلا عند دخولنا وتأهلت بنا بلهجة عربيّة «مكسّرة» لتشرح لنا بحماسة قصة المطعم، مع أن علاقتها بأصحابه ليست إلا علاقة صداقة تجمعهم منذ سنتين. وخلافاً للمطاعم الأخرى الموجودة في هذا الشارع الذي يحمل طابعاً تراثياً وما زال محافظاً بعض الشيء على ما كان عليه، يمكن الزبون أن يختار القيمة التي يشعر بأنها تعطي الطبق حقّه. فإذا استطيب ما أكل يمكنه أن يدفع ما يشاء إضافة إلى سعره الزهيد، وإذا لم يعجبه فبإمكانه ألا يدفع حتى. ولكن ثقة أصحاب «موتّو» بأطباقهم كفيلة بأن تضمن لهم الربح الذي يمكّنهم من الاستمرار والتوسّع. المطعم شعبي بشكله وديكوره، بسيط بمقاعده وطاولاته ويستهدف جميع الفئات العمرية، فيمكنك أن ترى شباناً وشابات إلى الطاولات الخارجية للمطعم، ورجال أعمال وكباراً في السن في الداخل. أما الطهو فيتم في مطبخ خارج المطعم. ووفقاً للطلبات، يطهو الشيف الوجبة ويحضرها النادل إلى طاولة الزبون في وقت قصير. وفي ظل أزمة المياه التي يعانيها لبنان من شماله إلى جنوبه، يقدّم «موتّو» الماء مجاناً، فضلاً عن القهوة والعصائر والبسكويت المحلى والمعمول. وعندما سألنا زبوناً عن رأيه في المطعم والوجبة التي تناولها، قال إنه استمتع كثيراً وتلذّذ بطعامه، خصوصاً أن الأجواء التي تحيط بالمطعم هادئة.