يصدّق المتفائلون التسريبات الهامسة التي تقول إنه «توقّف موقت»! ويذهب آخرون إلى درجة القول إنه «توقّف نهائي»! ومن جهتنا، لا نعلم إلا ما نراه. أُوقف بثّ قناة «سوريا دراما»، وحلّت «الاخبارية السورية»، ضيفة على شاشتها! في البداية، توقّعنا، مثل غيرنا ربما، أن الأمر لا يعدو أن يكون نوعاً من «انضمام» قناة إلى أخرى، على صعيد البثّ، بخاصة أن هذا النوع من ال «انضمام»، صار من المُتعارف عليه في سورية في الأوقات التي تستلزم البثّ على أكثر من قناة، بغية استهداف جمهور هذه القناة وتلك. وعلى هذا، فاجأت قناة «الإخبارية السورية» متابعي قناة «سوريا دراما»، إذ أطلّت على شاشة الأخيرة، وأخذت تخاطب متابعيها، من دون استئذان او تنويه! ربما يكون من النوافل، القول إن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، في سورية، تتعامل مع القنوات الفضائية التي تبثّها، وكأنها «حُجرات» في «بيت مِلِك»، تتنتقل في ما بينها، من دون العناية بأيّ تبرير، لأي مشاهد. كان ذلك مألوفاً على الصعيد المالي والإداري، يعرفه من تابع التغييرات والتعديلات والتعيينات التي كانت تطاول المدراء والمسؤولين، في هذه القناة أو تلك. ولكن هذه المرة وصلت الأمور إلى حدّ حلول قناة محل أخرى. يبقى من الجدير قوله، أنه كما استحقت «سوريا دراما»، وقفةً لدى إطلاقها، لما كانت تمثّله من مشروع طموح، على صعيد دعم صناعة الدراما السورية، وتوفير منصة عرض متميزة لها، فإنها بغيابها تستحق وقفة أخرى، ترى أهمية هذه القناة وضرورتها من ناحية، وتحاول التأمّل في الضرورات التي دفعت إلى وقفها (حتى لو كان موقتاً)، من ناحية أخرى، بخاصة أن المعلومات الأكيدة، تفيد بأن كاميرا الدراما السورية هذا الموسم، لم تتوقّف عن الدوران. ويفيدنا العالمون بشؤون الدراما السورية، أن ثمة عدداً من المسلسلات يجري تصويرها حالياً. ربما لم ترتقِ قناة «سوريا دراما» إلى مستوى الطموح، ولعلها قصّرت هنا أو هناك. لكنّ الأكيد أنها شكَّلت إضافة لا يجوز نكرانها، فهي ساهمت في الترويج لصناعة الدراما السورية الجديدة، واستعادت الكثير من العروض لأعمال درامية تلفزيونية قديمة، واشتغلت على الأخبار الفنية، والتقت الكثير من الوجوه الفاعلة. ولا شك في أنه كان لديها الكثير مما تقدّمه، مع تبلور تجربتها ونضوجها، وامتلاكها المزيد من الخبرة والقدرات المادية والتجهيزات الفنية والتقنية اللازمة. لن نقول إن قناة «سوريا دراما» أولى الضحايا الإعلامية لما يجري في سورية، بل لعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إنها ضحية العقلية التي يمكن لها الاعتقاد أن قناةً من طراز «الإخبارية السورية»، يمكن لها أن تكون أكثر فائدةً من قناة «سوريا دراما»، وأكثر قدرةً على القول، وعلى التأثير في الرأي العام. من المُستغرَب فعلاً، أنه في الوقت الذي تجهد وسائل الإعلام السورية بتلفزيوناتها، الحكومية الرسمية والخاصة شبه الرسمية، لإقناع المشاهد السوري والعربي أن «الأمور بخير»، وأن الحياة تسير على طبيعتها، يحصل وقف قناة «سوريا دراما» ليقول غير ذلك!