يشتكي أهالي قرية الرذايا (30 كيلومتراً شرقاً من المدينةالمنورة)، والذين يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة من تطويق الكسارات التي تنفث الغبار والأتربة لمنطقتهم، منذ تسعة أعوام، مستغربين ما وصفوه بتساهل الجهات المعنية في السماح لتلك المعدات بالعمل في موقع مأهول بالسكان. وقال أحد سكان قرية الرذايا سالم بن علي ل «الحياة» إن الغبار الكثيف المنبعث من الكسارات يغطي سماء الرذايا بالكامل خصوصاً في أوقات الصباح، ما يؤدي إلى انتشار أمراض الحساسية، مطالباً الجهات المسؤولة عن تنظيم أعمالها بنقلها إلى مواقع بعيدة عن السكان. وأضاف: «إن منازلنا مجاورة للكسارات وما يخرج منها من الغبار المؤذٍ، وأصبنا بأمراض الحساسية والربو، فضلاً عن إزعاجها لنا يومياً بسحابة من الغبار تغطي سماء القرية، وإن ملاك الكسارات قدموا مصالحهم على حساب أهل القرية بحسب قوله». وأشار إلى أن «بعض مالكي الكسارات عمل على توزيع جزء كبير من المخصص له من خلال سياج حديدي إلى قطع أراض، كونها تعتبر مخالفة صريحة، والأدهى من ذلك، أنها تقع بداخل ما يقال إنها أرض تتبع ل «الثروة المعدنية»، مطالباً أمانة المدينةالمنورة والجهات المعنية بالوقوف على الموقع لمعرفة الحدود الصحيحة للكسارات». ولفت إلى أن القرية في نمو مستمر إلا أنها تعاني من شح المياه الصالحة للشرب، إذ يتكبد كل فرد منا المشقّة من أجل الحصول على قطرة ماء يروي بها عطش أسرته، في حين أن بعضنا لا يجد المال لشراء صهريج صغير لتعبئة خزانه الخاص، رغم أنه لا يكفيه ليوم واحد، لاسيما مع هذه الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة، فيما تتفاقم المعاناة مع حلول الصيف وشهر رمضان، إذ يزداد استهلاك المياه في شكل كبير. بدوره، يشير أحد سكان القرية محمد بن سالم إلى تهالك طرقات القرية وإثارتها للغبار والأتربة ما يؤدي لانتشار الربو والأمراض الصدرية بين الأهالي، مطالباً بتعبيدها في أسرع وقت ووضع مطبات اصطناعية أمام مدخل القرية المتفرع من طريق الرياض بعد أن وقعت عليه كثير من الحوادث المؤلمة خصوصاً أثناء الليل. وبيّن أنه «منذ أعوام ونحن ننتظر حلاً للأزمة إلا أن الأيام تمضي ومشكلاتنا مع المياه تزداد، ما جعل أصحاب صهاريج المياه يستغلون الوضع ويرفعون أسعارهم حتى وصل سعر الصهريج الصغير إلى 250 و300 ريال، رغم أنه لا يسد حاجة الأسرة ليوم واحد، خصوصاً في فصل الصيف ورمضان». من جهته، أكد المدير العام للمياه بمنطقة المدينة المهندس صالح جبلاوي ل «الحياة» أن قرى المدينة تتم تغذيتها من طريق المقاول مجاناً، وسيتم إيصال المياه إلى المنطقة كافة حال اكتمال مشروع المرحلة الثالثة. إلى ذلك، تواصلت «الحياة» مع المتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينةالمنورة خالد سبيه، وتم إرسال كامل معاناة أهالي قرية الرذايا مع «الكسارات» ولم يتم الرد منه حتى إعداد هذا التقرير.