أسفرت أطنان الغبار التي تخلفها الكسارات المحيطة بقرى الرايغة والسرين الواقعة شرق مركز الكدمي بمحافظة صبيا، عن العديد من المشكلات الصحية والبيئية لسكان تلك القرى. وقال الأهالي: "نستنشق يومياً، رغماً عنّا، غبار الكسارات الذي لوّث أجواء القرى الهادئة وأحالها إلى سحب ملوثة وأدى إلى حدوث تلف واسع في الثروة الحيوانية والنباتية ودمّر ما تبقى من مظاهر الحياة الفطرية التي كانت تنعم بها تلك القرى".
وزارت "سبق" تلك القرى المتضررة التي تعيش معاناة مستمرة بسبب نشاط عشر كسارات تقوم بنفث سمومها في رئة تلك القرى وتسبب أضراراً واسعة تؤثر على حياة السكان.
وقال المواطنون النجعي وزيد إبراهيم النجعي، محمد جابر جعوني وناصر موسى: "أصبحت هذه الكسارات تحيط بنا من كل جانب ولا تبعد عنا سوى كيلومتر واحد فقط، وتسببت في إتلاف مزارعنا وتدمير بيئتنا والإضرار بصحتنا".
وأضافوا: "أرضنا التي كانت تشتهر بالزراعة لم تعد تنعم بالحياة، ومواشينا تركت المراعي التي كانت تعيش فيها بسبب تلوث الأشجار ببقايا الأتربة التي تنفثها تلك الكسارات".
وقال المواطن أحمد مكعكم وهو أحد سكان قرية السرين المتضررة لقربها من إحدى الكسارات: "أنا أقطع بشكل يومي مسافة لا تقل عن 70 كيلومتراً من أجل المراجعة بابنتي التي تبلغ من العمر خمس سنوات في قسم الطوارىء بمستشفى صبيا العام لعلاجها من الربو الذي أصابها جراء غبار هذه الكسارات".
وأضاف: "هناك أكثر من شخص مصاب بمرض الربو بسبب وجود هذه الكسارات التي يبحث أصحابها عن الأرباح على حساب أرضنا وصحتنا".
وقال المواطن محمد النجعي: "لقد تسببت بعض تفجيرات الصخور التي تتم من خلال هذه الكسارات في إصابة منزلي بشقوق وتصدعات كما اضطر عدد من سكان القرية إلى الهجرة وترك منازلهم طلباً للأمان وسلامة الأبدان".
وأضاف: "طالبنا الجهات المعنية بحل هذه المشكلة عبر تقديم ستة محاضر رسمية، لكن للأسف لم يحدث أي تجاوب مع الشكاوى المقدمة".
وقال المواطنان ناصر موسى وعبدالرحمن علي: "الأهالي تقدموا بشكوى لمحافظة صبيا ضد صاحب إحدى الكسارات الذي أراد بناء كسارة على مشارف القرية وتم تحويل الشكوى إلى مركز الكدمي الذي تتبعه القرى المتضررة من الكسارات وتم أخذ التعهد على هذا الشخص، لكن بعد فترة عاد صاحب الكسارة وأجرى مسحاً للموقع الذي كان تعهد بعدم القيام بأي عمل فيه لأن إنشاء كسارة قد يؤدي إلى إضرار كبير بصحة سكان القرية والإضرار بالمواشي وإتلاف المحاصيل الزراعية التي تعد مصدر دخل السكان الوحيد فضلاً عن تأثيرها على تغيير مجاري السيول".
ودعا الأهالي الجهات المعنية والمسؤولة في محافظة صبيا، عبر "سبق"، إلى نقل هذه الكسارات إلى أماكن بعيدة عن قراهم والمتنزهات البرية ومناطق المراعي.
وشددوا على أهمية إلزام أصحاب هذه الكسارات بوضع فلاتر لمنع تطاير الغبار والأتربة وإلزام جميع شركات الكسارات برش الطرق المؤدية إليها بالمياه؛ نظراً لأن معظم طرقهم منهارة ومهترئة بسبب كثرة مرور شاحنات تلك الكسارات عليها صباح مساء.