غزة، جنين، رام الله - «الحياة»، أ ف ب - تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس وسط مدينة غزة بدعوة من حركة «الجهاد الاسلامي» تضامناً مع الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 62 يوماً، كما نظمت وقفة تضامنية في عرابة قضاء جنين في الضفة الغربية. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات إنه نقل أمس طلباً عاجلاً من الرئيس محمود عباس الى كل من روسيا والصين وبريطانيا والاتحاد الأوروبي للتدخل الفوري وإنقاذ حياة الأسير. واضاف انه التقى أمس لهذا الغرض كلاً من ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين جون جوتروتر، والقنصل البريطاني العام السير فنست فين، وممثل روسيا لدى السلطة ألكسندر رودكوف، وممثل الصين لدى السلطة وانغ جيانغ، وقال: «أبلغنا هذه الأطراف أننا نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير خضر عدنان». وكان عريقات وجه رسائل من الرئيس عباس الى الإدارة الأميركية والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفرنسا دعا فيها للإفراج الفوري عن الأسير، وطالب بالإفراج عن المعتقلين، خصوصا هؤلاء الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994، وكبار السن، والمرضى والأطفال والنساء والقادة أحمد سعدات وعزيز دويك ومروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي. واستقبل الرئيس عباس أمس في مكتبه في رام الله والد الأسير خضر عدنان وأبلغه أنه يواصل اتصالاته الدولية للإفراج عنه. تظاهرة حاشدة في غزة وفي غزة، شاركت الفصائل الفلسطينية في التظاهرة التي خرجت بعد صلاة الجمعة من المسجد العمري في غزة الى مقر الصليب الاحمر حيث أعلن 11 فلسطينياً اضرابهم عن الطعام تضامناً مع عدنان، كما شارك في التظاهرة رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية وعدد من الوزراء وقيادات العمل الوطني والاسلامي في قطاع غزة وممثلين عن الاسرى المحررين، فيما قدرت مصادر اعلامية عدد المشاركين في المسيرة ب 100 ألف متظاهر. وقال القيادي في «الجهاد» نافذ عزام في كلمته: «القضية التي يناضل من أجلها الشيخ خضر عدنان وأعلن من أجلها الإضراب عن الطعام ليست شخصية ولا قضية فرد بل هو يدافع عن آلاف الاسرى ويعكس مأساة الشعب الفلسطيني». وتابع: «هناك مأساة يعيشها الفلسطينيون وآلاف الأسرى، لكن ردة فعل العالم الظالم هي العودة لطاولة المفاوضات والتنسيق مع الاحتلال»، مستنكراً الصمت العربي والدولي والجهات الرسمية تجاه قضيته العادلة. من جهته، وجّه والد الأسير رسالة الى المتظاهرين في غزة اكد فيها ان ابنه يرسل بتحيته الى المتضامنين داخل السجون وخارجها، مشيراً الى انه زار ولده اول من امس في مشفى قريب من صفد فوجده جثة هامدة مكبل اليدين. ونقلت وكالة «سما» عنه قوله: «أخبرت الشيخ خضر بأن يكف عن الاضراب لان رسالته وصلت الى العالم، الا انه رفض وقال: كيف تطلب مني ذلك يا والدي وقد ربيتني على الصبر والمقاومة؟». واضاف ان ابنه رفض حضور السجانين اثناء مقابلته وزوجته، وأصر على خروجهم من الغرفة فخرج ستة منهم تحت اصراره. وقال هنية عقب صلاة الجمعة: «الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ومواقعه الرسمية والشعبية لا يمكن أن يتخلى عن هؤلاء الأسرى، خصوصاً الذين يخوضون هذه المعركة من قلب زنازين الاحتلال». وقال موجهاً كلامه للشيخ خضر عدنان: «نحن من خلفكم وإلى جنبكم وأمامكم، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في فضح سياسات الاحتلال الصهيوني، ونصرتكم والعمل من أجل حريتكم». وأضاف أنه أعطى تعليمات لوزارة الخارجية في حكومته بأن تقوم باتصالات مكثفة مع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة وتوجيه رسائل لوزراء الخارجية العرب والدول الإسلامية وبعض الأوروبيين، تحديداً في قضية الشيخ خضر. وكان خضر عدنان (34 عاما) الذي اعتقله الجيش الاسرائيلي في كانون الاول (ديسمبر) قرب جنين شمال الضفة الغربية، بدأ اضراباً عن الطعام منذ 18 كانون الاول (ديسمبر). ويؤكد خضر ان اسرائيل لا تملك أي دليل ضده ويتهم محققيه بسوء معاملته. واستناداً الى القانون الإسرائيلي الموروث عن الانتداب البريطاني، يمكن إبقاء المشتبه فيه قيد الاعتقال الإداري من دون اتهام لمدة يمكن ان تصل الى ستة أشهر، مع إمكان تجديد هذا الاعتقال الاداري الى ما لانهاية. وفي إطار ردود الفعل الدولية، طالبت فرنسا اسرائيل باتخاذ «تدابير انسانية» لمصلحة الأسير. وقال وزير الدولة للتجارة الخارجية بيار لولوش للصحافيين خلال زيارته رام الله اول من امس: «اتخذنا مبادرة رسمية لدى وزارة الخارجية الاسرائيلية لاتخاذ تدابير حيال هذا السجين، تدابير انسانية ضرورية». وكانت الأممالمتحدة دعت الأسبوع الماضي إسرائيل الى «بذل كل ما بوسعها للحفاظ على صحة» الاسير الفلسطيني. كما سألت منظمتا «العفو» الدولية و«هيومن رايتس ووتش» وجمعية الحقوق المدنية في إسرائيل، عن مصير عدنان، وطالبتا بالافراج عنه او بتوجيه الاتهام اليه ومحاكمته سريعاً.