فُجعت فلسطين أمس بمقتل سبعة أطفال ومعلمتهم وإصابة العشرات، عدد منهم إصابته بالغة الخطورة، في حادث تصادم مروع بين حافلة تقل اطفالاً كانوا في رحلة مدرسية، وشاحنة على مشارف مدينة رام الله في الضفة الغربية. وأعلن الرئيس محمود عباس الحداد الوطني على أرواح الضحايا لمدة ثلاثة أيام في الاراضي الفلسطينية، ونُكست الأعلام على جميع المؤسسات الحكومية، فيما هرع آلاف المواطنين الى المجمع الطبي في رام الله للتبرع بالدم. ويتحدر غالبية التلاميذ من قرى حزما وعناتا والعيسوية، وهي قرى مقدسية، لكنها معزولة عن القدس بفعل الاجراءات الاسرائيلية، ومرتبطة برام الله. وقالت الشرطة الفلسطينية في بيان لها إن الحادث نجم عن انزلاق الشاحنة بسبب المطر الغزير. وشبّ حريق في الحافلة فور انقلابها، ما أدى الى وقوع عشرات الضحايا من قتلى وجرحى، فيما عثر على جثث متفحمة في الحافلة. وأكد مدير المجمع الطبي في رام الله الدكتور أحمد البيتاوي ل «الحياة» إن 54 طفلاً أصيبوا في الحادث، وأن ثمانية منهم إصابتهم خطيرة، مضيفاً ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود اصابات بالغة الخطورة. وأوضح الناطق باسم الشرطة يوسف عزرائيل ل «الحياة» ان الاطفال، وهم تلامذة في روضة أطفال في رام الله، كانوا في رحلة مدرسية، وأن حافلتهم قررت العودة بسبب رداءة الاحوال الجوية عندما تعرضت الى الحادث. وراوحت أعمار التلاميذ بين 4 - 6 سنوات. وشاركت سيارات إسعاف اسرائيلية في نقل عدد من الجرحى الى مشاف اسرائيلة، وقال البيتاوي ان اربعة جرحى في حال الخطر نقلوا الى اسرائيل. في الوقت نفسه، ظهرت تعليقات عنصرية عن الحادث على مواقع انترنت اسرائيلية، ووزع ناشطون فلسطينيون ترجمات لبعض تلك التعليقات، منها ان «عدد الإرهابيين سيكون الآن أقل» وغيرها. وأصدرت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، وهي حزب عربي – اسرائيلي مشترك، بياناً دانت فيه هذه التعليقات التي وصفتها بأنها «رقص على الجراح».