أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، عن تمكنه من وضع حد لمعاناة 300 عائلة كانت تحاصرها أمراض وراثية عدة، وذلك عبر تطبيق تقنية تشخيص الأجنة وراثياً قبل الانغراس (PGD)، الأمر الذي نتج عنه 140 حالة حمل، وهو ما يمثل نسبة نجاح تبلغ 45 في المئة، متجاوزاً بذلك النسبة المسجلة عالمياً والتي لا تزيد على 37 في المئة، بحسب المستشفى. وأكد المدير التنفيذي للشؤون الطبية والسريرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور صالح المفدى، في تصريح صحافي أمس، أن المستشفى توسّع في استخدام تقنية تشخيص الأجنة قبل الانغراس لتشمل إجراء الفحص الجيني لأكثر من 185 مرض وراثي جيني، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار ترجمة الأهداف الاستراتيجية للمستشفى في مكافحة الأمراض الوراثية المنتشرة في المملكة، إضافة إلى منح الفرصة للعائلات حاملة المرض للحصول على أطفال أصحاء. ولفت إلى الإقبال الكبير للاستفادة من هذه التقنية الحديثة من العائلات الحاملة للأمراض الوراثية، «تم قبول 99 أُسرة في عام 2010، وارتفع العدد إلى 129 أُسرة في عام 2011، وهو ما انعكس أيضاً على عدد الدورات العلاجية المنجزة من 114 دورة في عام 2010 إلى 143 دورة في عام 2011». وأشار إلى أن المقارنة مع العيادات المماثلة على مستوى الولاياتالمتحدة الأميركية أظهرت أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ينافس أكبر المراكز فيها، «إذ تفيد التقارير الواردة من المراكز الأميركية بوجود 104 عيادة مسجلة تقوم بإجراء هذا الفحص، وتتراوح عدد الدورات العلاجية لكل عيادة من 10 إلى 148 دورة علاجية سنوياً». وشدد على أن النتائج الإيجابية لهذه التقنية تتميز بأنها الأقل كلفة إذا ما قورنت بالكلفة المادية العالية لعلاج الأطفال المصابين والضرر النفسي والمادي الذي يلحق بهم وبأُسرهم والمجتمع. من جانبه، قال استشاري العقم وطب الإنجاب بالمستشفى التخصصي الدكتور سعد حمد آل حسن، أن تطور تقنيات المساعدة على الحمل بواسطة أطفال الأنابيب أتاحت المجال لتشخيص حال الأجنة وراثياً في وقت مبكر جداً لمعرفة إن كان حاملاً لتلك الصفة الوراثية أو مصاباً بها، «ما أعطى الفرصة للأزواج الحاملين لصفة مرضية وراثية التمكن من الحمل بطفل سليم غير مصاب بالمرض الوراثي المعني». موضحاً أنه يمكن بواسطة هذه التقنية تجنب الحمل بأطفال مصابين بالعديد من الأمراض الوراثية ومن أهمها الثلاسيميا (أنيميا حوض البحر الأبيض المتوسط)، والأنيميا المنجلية، والتليف الكيسي، وأمراض التمثيل الغذائي الوراثية مثل مرض (فينايلكيتونيوريا)، وسوء تخزين مادة الجلايكوجين، ومرض (جوشير). وأشار إلى أنه قبل ظهور هذه التقنية كانت الخيارات محدودة أمام الأسر المصابة أو الحاملة لمرض وراثي، «وهي إما عدم الإنجاب خوفاً من ولادة أطفال مصابين بهذه الأمراض، أو اتخاذ قرار الحمل واستخدام الخيارات الطبية المتاحة وهي تشخيص المرض الوراثي لدى الجنين في أشهر الحمل الأولى من خلال أخذ خزعة من المشيمة أو فحص السائل الأمنيوسي خلال الحمل، وعليه تترتب خيارات عدة منها استمرار الحمل بالجنين المصاب مع تحمل ما يترتب عليه من مخاطر وأعباء على الأسرة، أو إجهاض الجنين المصاب مع ما لهذا الإجراء من عبء نفسي للأزواج من النواحي الدينية والأخلاقية والعاطفية، فضلاً عن عدم وجود ضمانات من تكرار إصابة الأجنة فيما بعد».