جابت دوريات الجيش اللبناني منطقة جنوب خط الليطاني مدعّمة بقوات غير اعتيادية من «يونيفيل» التي تقوم بمسح جوي، ما بين الفترة والأخرى بواسطة طوافات ومروحيات، كما تجوب الزوارق التابعة ل «يونيفيل» البحر قبالة الشاطئ، على خلفية اطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية باتجاه فلسطينالمحتلة وردت اسرائيل بقصف مناطق لبنانية، في حادث هو الرابع من نوعه خلال اسبوع على وقع تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية في قطاع غزة. وأعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أنه يعتزم تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد اسرائيل. ونقل المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الى رئيس الحكومة تمام سلام قلق الاممالمتحدة من اطلاق الصواريخ والرد الاسرائيلي. وقال في تصريح بعد اللقاء: «بحثنا التطورات في الجنوب وأعربت عن قلقي وقلق الاممالمتحدة من إطلاق صواريخ في أربع مرات مختلفة على الأقل من جنوبلبنان على إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، وما تبعها من رد إسرائيلي بقصف مناطق داخل لبنان. وهذه خروق واضحة للقرار 1701 وتعتبر تهديداً خطيراً للهدوء الذي كان سائداً في هذه المنطقة، وللاستقرار بشكل عام». وأكد ان «قوات يونيفيل تعمل عن كثب مع الجيش اللبناني للتحقيق في تلك الحوادث ومنع تكرارها. وأغتنم الفرصة لمناشدة جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس والتعاون مع قوات يونيفيل في تطبيق القرار 1701 لمنع أي تصعيد». ولفت الى انه اطلع سلام على المناقشات التي أجراها في نيويورك الأسبوع الماضي، بما في ذلك مشاورات مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701 «والرسالة الواضحة من تلك الاجتماعات والمشاورات هي أن مجلس الأمن لا يزال متحداً في دعمه سيادة لبنان وأمنه واستقراره وهناك اجماع بضرورة حماية لبنان». وقال: «لمست دعماً قوياً لرئيس الحكومة وحكومته، ولكن كان هناك كذلك قلق متصاعد حول استمرار شغور مقعد الرئاسة فلبنان بحاجة إلى مؤسسات فاعلة، خصوصاً الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي». وكان مجهولون اطلقوا صاروخاً من منطقة رأس العين جنوب مدينة صور باتجاه الاراضي المحتلة، وردت اسرائيل بإطلاق عدد من قذائف المدفعية الثقيلة استهدفت خراج بلدات الحنية، العزية، سماعية المنصوري ووادي زبقين. وتوقف القصف المدفعي فجراً. وأوضحت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه في بيان ان «في العاشرة والنصف ليل اول من امس، اقدم مجهولون على اطلاق صاروخين من جنوب مدينة صور باتجاه الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وعلى الفور سيّرت قوى الجيش دوريات في المنطقة المذكورة، وفرضت طوقاً امنياً حولها، فيما قام العدو الاسرائيلي باستهداف خراج بلدتي القليلة والمعلية ب 31 قذيفة و6 قذائف مضيئة من دون الابلاغ عن اصابات في الارواح. وواصلت قوى الجيش عمليات التفتيش والتقصي عن الفاعلين، وإجراء التحقيقات اللازمة بالتنسيق مع قوات الاممالمتحدة الموقتة في لبنان». باسيل وقبيسي وفي الموقف اللبناني من القصف الاسرائيلي، أكد باسيل العائد من البرازيل في تصريح له في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أن تقديم الشكوى رهن «ورود كل المعطيات لاكتمال الملف، وإرسالها إلى مجلس الامن». وشدد على «أننا لن نسمح بجر لبنان إلى دهاليز من الظلامية والحروب من دون طائل، بالتأكيد سنقوم بالإجراءات اللازمة، ولبنان عنده ما يكفي من القوة لردع إسرائيل عن قيامها باعتداءات عليه، وهناك من يحاول استعمال أرض لبنان كمنصة للرد على إسرائيل وعلى ما يجري في غزة، هذه ليست سياسة الدولة، ولا الدولة تريد هذا الشيء، لذلك ستتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة، فهذه عناصر متفلتة، ولكن في الوقت نفسه هذا لا يعني لإسرائيل أن تعتدي على لبنان، ومن هنا باب الشكوى». وكان عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية هاني قبيسي اعتبر في موقف «أن إطلاق الصواريخ من الساحة اللبنانية يشكل تهديداً لأمن لبنان، ومن قام بهذا العمل المشبوه يريد إيقاع لبنان في فتنة داخلية ويريد توريطه في مشاكل لا مكان لها في دعم القضية الأساس قضية فلسطين».