في تطور هو الأول من نوعه منذ نحو عامين، اطلق بعد منتصف ليل اول من امس صاروخا كاتيوشا من داخل الاراضي اللبنانية سقطا في منطقة الجليل الغربي شمال فلسطينالمحتلة، المواجهة للحدود مع لبنان، من دون ان يسفرا عن اصابات، وردت اسرائيل بإطلاق 4 قذائف مدفعية اقتصرت اضرارها على الماديات. وسارعت إسرائيل إلى تحميل المسؤولية للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، مشيرة الى احتمال «وقوف جماعات فلسطينية او اسلامية صغيرة وراءها»، بحسب وكالة «فرانس برس». وعثر في مكان العملية على منصتي اطلاق صواريخ وبطاريتين للتغذية الكهربائية وساعة توقيت. وشكل الجيش اللبناني لجنة عسكرية للتحقيق. وأعلنت اسرائيل ان اربعة صواريخ اطلقت ليل الاثنين الثلثاء من جنوب لبنان على منطقتها الشمالية، من دون ان تسفر عن اصابات. وفي بيروت اعلنت «كتائب عبدلله عزام - قاعدة الجهاد»، في بيان تلقى موقع «النشرة» الالكتروني نسخة منه، تبنيها عملية إطلاق الصواريخ، وقالت إن هذه الصواريخ أصابت أهدافها. وجاء في البيان: «اتكالاً منا على الله العلي القدير، وما النصر الا من عند الله تعالى، فجر هذا اليوم الثلثاء 29-11-2011 قامت وحدة الصواريخ التابعه لمجاهدي كتائب عبدالله عزام بقصف مستعمرات العدو الصهيونى في شمال فلسطين انطلاقاً من جنوب لبنان واصابت الصواريخ اهدافها، وما النصر الا من عند الله». «يونيفيل» وأصدرت القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) بياناً اشارت فيه الى «إطلاق صاروخ واحد على الأقل على إسرائيل بعد وقت قصير من منتصف الليلة الماضية من خراج منطقة رميش في جنوب لبنان. وأبلغت السلطات الإسرائيلية «يونيفيل» أن عدداً من الصواريخ سقطت داخل شمال إسرائيل. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نيران المدفعية نحو المكان الذي انطلقت منه الصواريخ، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا من الجانبين، ولم تتبن أي جهة حتى حينه مسؤوليتها عن الهجوم»، مشيراً الى «ان يونيفيل، وبالتعاون مع الأطراف، تحقق راهناً على الأرض لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وكذلك لتحديد موقع إطلاق الصواريخ». اسارتا وأجرى قائد «يونيفيل» الجنرال البيرتو أسارتا اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنيين، داعياً إلى «أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع». وقال: «هذا حادث خطير وانتهاك لقرار مجلس الأمن 1701، ويهدف بوضوح إلى تقويض الإستقرار في المنطقة، من الضروري تحديد مرتكبي هذا الهجوم وإلقاء القبض عليهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذه الغاية بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، وجرى نشر قوات إضافية على الأرض، وكثفت الدوريات في جميع أنحاء منطقة عملياتنا لمنع أي حوادث أخرى». وأضاف: «أكدت لي الأطراف التزامها المستمر الحفاظ على وقف الأعمال العدائية وفقاً للقرار 1701». لجنة تحقيق عسكرية وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً قالت فيه: «عند منتصف ليل امس، اقدمت عناصر مجهولة على اطلاق صاروخ من خراج بلدة رميش باتجاه الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتبع ذلك اقدام قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق 4 قذائف مدفعية سقطت داخل الاراضي اللبنانية بين بلدتي رميش وحانين الحدوديتين من دون وقوع اصابات في الارواح». وأعلنت ان «وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة وضعت على الفور في حال استنفار وتولت لجنة عسكرية التحقيق لكشف الجهة التي اطلقت الصاروخ وتوقيف افرادها، والعمل على سد الثغرات التي يمكن ان تستغلها اية جهة للقيام بأعمال مماثلة، وتجري متابعة الوضع بالتنسيق مع قوات «يونيفيل». وأفادت مصادر امنية بأن الجيش اللبناني و«يونيفيل» تمكنوا من العثور على منصة اطلاق الصواريخ على مثلث حانين - عين ابل ورميش. وهي منصة خشبية بدائية مربوطة بساعة توقيت واسلاك كهربائية وبطارية صغيرة. ومنصة ثانية لاطلاق الصواريخ في منطقة وادي عين ابل وقربها بطارية وساعة توقيت. وأكدت المصادر ان الهدوء عاد ليسيطر على طرفي الحدود بعد الرد الاسرائيلي الذي استهدف الاطراف الشرقية لبلدة عيتا الشعب بقذائف من عيار 155 ملليمتر واخرى انشطارية حارقة ما ادى الى تلف في كروم الزيتون في خلة الشحار. وأفاد شهود عيان في المنطقة الحدودية بأن الصاروخين سقطا على مستوطنة برانيت الاسرائيلية. وقالت اجهزة اعلام اسرائيلية ان مبنيين في الجليل الغربي أصيبا بأضرار. وقال سكان انهم سمعوا انفجارين وان المنازل اهتزت. ورأى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان «اطلاق الصواريخ الذي حصل بشكل فردي في اتجاه الاراضي الفلسطينيةالمحتلة لا يصب في خدمة التضامن مع الشعب الفلسطيني، فضلاً عن انه يعتبر خرقاً لحال الاستقرار السائدة في الجنوب وللقرار 1701 وللقوانين اللبنانية وللالتزامات الدولية التي تشكل ثوابت سياسة لبنان الخارجية وعلاقاته مع المجتمع الدولي وفي الطليعة مع الاممالمتحدة». أيالون: ننظر ببالغ الخطورة وفي القدسالمحتلة، قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون ان «إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة الى الاعتداء الذي يدل على عدم المسؤولية لا سيما ان إطلاق الصواريخ يعرض سكان جنوب لبنان للخطر». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن «السلطات الإسرائيلية حملت مسؤولية إطلاق صواريخ كاتيوشا الى الحكومة والجيش اللبناني». وأعلن ناطق عسكري إسرائيلي في بيان أن «عملية اطلاق الصواريخ خرق للقرار 1701»، واعتبر أن مسؤولية تحاشي حصول هذا النوع من اطلاق الصواريخ تعود الى حكومة لبنان والجيش اللبناني». وفي حين استبعدت مصادر عسكرية اسرائيلية «وقوف حزب الله وراء اطلاق الصواريخ»، رجح أحد المسؤولين الامنين أن «يكون تنظيم فلسطيني مرسل من ايران وراء هذه العملية، رداً على الانفجار الذي وقع في مدينة اصفهان الاثنين». ورجحت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية «وقوف منظمة «الجهاد العالمي» وراء اطلاق الصواريخ»، مشيرة الى أن «السلطات الأمنية الاسرائيلية لا ترجح وقوف «حزب الله» وراء هذا العمل، ولكنها ترجح أن يكون العمل مرتبطاً بمنظمة «الجهاد العالمي»، ولفتت الى أن «من يتعامل مع هذه المنظمة في جنوب لبنان هم فلسطينيون».