خرج الفلسطينيون في مسيرات في أنحاء الضفة الغربيةوالقدسوغزة والجليل لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين ل «يوم الارض». ففي القدسالمحتلة، زرع السكان الاشجار في حي سلوان حيث سلمت بلدية القدس اخيرا اخطارات بخطط لهدم 88 منزلا فيه لإقامة حديقة عامة. وشارك القيادي في الحركة الاسلامية داخل اسرائيل رائد صلاح سكان سلوان واطفالها في زراعة الاشجار. وفي مدينة الخليل في الضفة الغربية، خرج المتظاهرون في مسيرات وهم يردّدون الهتافات في مواجهة الجنود الاسرائيليين، قبل ان يتفرّق الحشد بشكل سلمي. وفي رام الله، تم احياء «يوم الارض» بزرع الاشجار في انحاء المدينة. وفي بيت حانون شمال غزة، لوح المئات بالأعلام الفلسطينية وخرجوا في مسيرات من البلدة الى ارض زراعية قرب معبر «اريز». كما أحيا فلسطينيو ال1948 أمس الذكرى بمسيرات وتظاهرات وفعاليات تثقيفية متنوعة اختتمت بمسيرة مركزية في قرية دير حنا في الجليل شارك فيها الآلاف، يتقدمهم قادة الأحزاب والحركات السياسية والجمعيات الأهلية المختلفة ورؤساء سلطات محلية عربية وقيادات دينية من الطوائف المختلفة. كما شارك في التظاهرة العشرات من ناشطي السلام اليهود. وكان الثلاثون من آذار (مارس) عام 1976 شهد أول هبّة شعبية لعرب الداخل، فعمت التظاهرات بلداتهم احتجاجاً على مخطط لسلب المزيد من أراضيهم. وقمعت الشرطة التظاهرات بالرصاص الحي واستشهد ستة شبان وأصيب العشرات بجروح خطيرة. وحمل المتظاهرون في الجليل أعلاما فلسطينية وشعارات تندد بسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي نهبت الأرض من أصحابها الأصليين وصادرت أكثر من 80 في المئة منها ولم يتبق لهم سوى 3 في المئة، رغم أن نسبتهم السكانية تقترب من 20 في المئة. كما ندد المتظاهرون بالحصار المتواصل على قطاع غزة ورددوا: «غزة هاشم ما بتركع... للدبابة والمدفع»، وطالبوا بالإفراج عن آلاف الأسرى السياسيين الفلسطينيين، بينهم العشرات من عرب الداخل. وجرى إحياء الذكرى هذا العام تحت شعار «لا للعنصرية»، مع التأكيد على قضية الأرض والمسكن التي أضحت أهم القضايا التي تواجه فلسطينيي ال1948 إزاء تضييق الخناق عليهم وعدم إقرار خرائط هيكلية للبلدات العربية تتجاوب واحتياجات سكانها للبناء، بينما تتيح السلطات نفسها التوسع والتطور للمستوطنات المحيطة والخانقة بالبلدات العربية والتي أقيمت على أراضي العرب. وتشتد هذه الأزمة وطأة في النقب حيث تحاول السلطات الإسرائيلية اقتلاع أكثر من 80 ألفاً من البدو في 45 قرية ترفض الاعتراف بها من أراضيهم لحملهم على المغادرة والإقامة في ثلاثة تجمعات سكانية صغيرة. وكانت «لجنة المتابعة العليا» لعرب الداخل التي تنضوي تحت لوائها الأحزاب والحركات السياسية الوطنية والإسلامية، دعت الجماهير للمشاركة في فعاليات إحياء الذكرى، مشيرة في بيان أن المواطنين العرب يواجهون «ظروفاً سياسية وحياتية هي الأكثر تعقيدا لجهة التحديات التي تقف أمامهم، كما هو الحال أمام شعبنا العربي الفلسطيني عموما». واشار البيان إلى تنامي مظاهر العنصرية والفاشية في إسرائيل «كحالة بُنيوية مُؤسِّسَة باتت في صلب السياسة الرسمية الإسرائيلية»، ما يجعل إحياء الذكرى «مناسبة وطنية كفاحية وحدوية في وجه التحديات الوجودية الجماعية التي تقف أمام الجماهير العربية الفلسطينية في وطنها». كما أقرت اللجنة أن تدور القضايا المحورية لهذا العام حول قضايا مصادرة الأراضي في المثلث ومخطط إقامة مدينة لليهود المتزمتين (الحريديم) في المثلث، وتزايد حملات هدم البيوت العربية، خصوصا في المدن الساحلية – المختَلَطَة (عكا واللد والرملة) والمثلث والنقب وقضايا القرى المهجرة، وتصاعد التحريض العنصري المعادي للعرب وقياداتهم السياسية، وازدياد مخاطر البطالة والفقر بين المواطنين العرب.