أصدرت محكمة عسكرية روسية أمس، حكماً بالسجن 13 سنة على مهندس عسكري كان يعمل في قاعدة للصواريخ، بعد إدانته بالتجسس ونقل معلومات حساسة لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي). وأسدل القضاء العسكري الستار أمس، على إحدى أبرز قضايا التجسس الأميركي على الصناعات الحساسة الروسية، اذ اعتبر القضاة المهندس فلاديمير نيستيريتس مذنباً بالتهم الموجهة إليه، مستندين إلى اعترافاته خلال التحقيق، والتي أقر خلالها بأنه سلّم الأميركيين معلومات تدخل ضمن تصنيف «سري جداً»، وتتعلق بتجارب على «صواريخ استراتيجية روسية من الجيل الأخير، لقاء بدل مالي». ودين نيستيريتس الذي أقرّ بتلقيه مبالغ مالية ضخمة، ب «تهمة الخيانة العظمى، وحُكم بسجنه 13 سنة مع الأشغال الشاقة»، وجرّد من رتبته العسكرية. وكان نيستيريتس يعمل في قاعدة «بليسيتسك» العسكرية، في منطقة نائية شمال روسيا، وعمل ضمن فريق مشرف على الصواريخ في مراحل صناعتها الأخيرة. وقدرت مراكز روسية خسائر موسكو ببلايين الدولارات، بسبب المعلومات التي سُربت عن الصواريخ. وكانت الأجهزة الخاصة الروسية أعلنت قبل يومين، إحباط نشاط 199 شخصاً العام الماضي، بينهم 26 روسياً، تجسسوا على موسكو لمصلحة دول أجنبية. وأثناء اجتماع مع قادة وكالة الأمن الفيديرالي، رأى الرئيس ديمتري مدفيديف تكثيفاً في نشاط الأجهزة الخاصة الأجنبية أخيراً، مضيفاً أن الجواسيس الأجانب «يجمعون معلومات عن ملفات حساسة، في المجالات السياسية والعسكرية والصناعية والاقتصادية». مدفيديف على صعيد آخر طلب مدفيديف من السلك الديبلوماسي الروسي، زيادة اهتمامه بتطوير قدراته على صعيد جمع المعلومات وتحليلها، بدل اكتفائه بنقل تقارير عن وكالات أنباء وصحف. وخلال اجتماع سنوي مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، لتقويم أداء المؤسسة الديبلوماسية للعام الماضي، أعرب مدفيديف عن عدم رضاه عن نوعية وطبيعة البرقيات الديبلوماسية التي ترسلها سفارات بلاده، مشدداً على رغبته بالحصول منهم «على تقارير تحليلية تحوي معلومات جديدة، ولا تقتصر على اقتباسات من مواقع إخبارية على الإنترنت أو وسائل إعلام أخرى». وكانت انتقادات قوية وُجهت في وسائل الإعلام الروسية، لأداء الديبلوماسية الروسية في العام الماضي، خصوصاً لجهة تطورات «الربيع العربي». ولفت خبراء إلى أن «سفارات روسيا بدت عاجزة عن فهم ما يدور حولها، ولم تتمكن من تقديم معطيات مفيدة لقيادتها». ودعا مدفيديف الديبلوماسيين إلى تطوير أداوتهم، والاتجاه للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، بوصفها تحوي «قاعدة معلومات مهمة جداً، كما أنها الوسيلة الفضلى للتواصل مع الآخرين، ما يسهل تمرير معلومات وتقديم السياسات الروسية في أوسع شكل». وقال: «على ديبلوماسيي روسيا ألا يخجلوا، ويحجموا عن استخدام شبكات التواصل، بسبب استخدام عبارات نابية فيها». وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد خلال اللقاء، نية وزارته «بذل جهود إضافية وتنشيط العمل على صعيد تطوير قدرات جمع المعلومات وتحليلها».