أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده تسعى إلى تنظيم مؤتمر دولي موسع يضم الدول الإسلامية والعربية والدول الغربية في أسرع وقت من أجل بحث الأزمة السورية بعد الفيتو الروسي الصيني الذي عرقل مشروع قرار يدعم المبادرة العربية، مشدداً على انه «حان الوقت لإرسال رسالة قوية إلى الشعب السوري بأننا معهم». وقال داود أوغلو في مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية امس: الاتصالات بدأت من أجل هذا المؤتمر وأنه تحدث مع وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي بهذا الخصوص، بالإضافة إلى عدد من الوزراء العرب. ولم يشترط داود أوغلو عقد المؤتمر في تركيا، ولكنه قال إن المكان «يجب أن يكون في إحدى دول الإقليم المجاورة لسورية» للتأكيد على أن المبادرة تأتي من الدول المعنية بالشأن السوري. ووفق مراقبين أتراك فإن المبادرة التركية تهدف إلى زيادة عزلة روسيا والصين وتشكيل أرضية دولية للتعامل مع الأزمة السورية خارج الأممالمتحدة وإكساب أي خطوة مقبلة الشرعية الدولية المطلوبة. لكن معارضين أتراكاً حذروا من أن يتم إساءة تفسير المبادرة التركية على أنها سباق مع فرنسا على تشكيل مجموعة أصدقاء سورية. وقال الوزير التركي إن بلاده تلتزم سياسة ديبلوماسية نشيطة من اجل تحديد «خريطة طريق جديدة» لسورية. وغادر داود اوغلو أنقرة عصر امس ليقوم بزيارة عمل في الولاياتالمتحدة حليفة تركيا التقليدية لبحث الملف السوري مع واشنطن. وسيلتقي في الزيارة التي تنتهي الأحد نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي الأميركي توماس دونيلن، وفق بيان للخارجية التركية. وفي حديثه ترك داود أوغلو الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات، إذ لم يرفض في شكل قاطع احتمال التدخل العسكري وإنما قال «نتمنى ألا نصل إلى مرحلة نبحث فيها احتمال التدخل العسكري». كما اكد أن «تركيا لن تسمح بإغراق المنطقة في الفوضى». وحذر من أن امتناع سورية عن تلبية المطالب الدولية قد يؤول بها إلى عزلة مشابهة لما تعيشه كوريا الشمالية. وقلل داود أوغلو من أهمية الوعود التي أعطاها الرئيس السوري بشار الأسد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما في دمشق. وقال داود أوغلو إن «الأسد وعد الكثيرين ولكنه لم يصدق في أي مرة ومن السذاجة أن يصدق أحد أن الأسد سيلتزم بوعود جديدة». وكشف داود أوغلو عن نجاح الوساطة التي قامت بها تركيا من أجل الإفراج عن أحد عشر إيرانياً كانوا محتجزين بيد «الجيش الحر» في حمص. وقال إنه أخبر نظيره الإيراني بهذه التطورات، وأن هؤلاء الإيرانيين عبروا الحدود فعلاً إلى تركيا وسيتم إيصالهم قريباً جداً إلى بلادهم. وكان من المقرر أن يبحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأزمة السورية عبر الهاتف بعد استعمال روسيا والصين الفيتو لعدم تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما قال داود أوغلو في مقابلة مع رويترز إنه يجب على المجتمع الدولي أن يبعث برسالة دعم قوية للشعب السوري ويقدم مساعدات لسكان مدينة حمص. وأضاف أنه إذا «فشل مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين فينبغي للدول التي تتبنى فكراً مشتركاً إيجاد سبل لإنهاء القتل وتوصيل المساعدات للمدنيين المحاصرين بسبب هجوم الجيش».