بيروت - أ ف ب - قتل 21 مدنياً وجرح آخرون السبت برصاص قوى الامن السورية، فيما شيّع السوريون أمس القتلى الذين سقطوا فجر السبت في حي الخالدية في حمص الذين قدر عددهم بنحو 200 قتيل. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في بيان أمس: «قتل 12 شخصاً وأصيب نحو ثلاثين بجروح برصاص قوات الامن التي اطلقت النار على مشيعين في داريا» على بعد حوالى 20 كلم جنوبدمشق. وذكر المرصد ان قتيلين سقطا في بلدة الضمير، وطفلة في المعضمية، بريف دمشق، اضافة الى ستة قتلى في محافطة ادلب «خلال اطلاق نار عشوائي». وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريف دمشق اسامة الشامي، إن قوات الأمن التي «انتشرت بأعداد كبيرة في داريا اضافة الى المدرعات والقناصة على الأبنية الحكومية (...) أطلقت النار عشوائياً على المشيعين وسقط منهم 12 شهيداً وعدد كبير من الجرحى». وأضاف الشامي أن «بعض عمليات التشييع لم تتم، وعادت الجثامين الى منازل أهلها». وبحسب الشامي، فإن عناصر الامن «يطوقون مستشفى داريا ويحاولون الدخول اليه، وأهالي الجرحى يحاولون منعهم». وأشار الشامي الى ان القوات النظامية تحاول منذ مساء الجمعة السيطرة على الزبداني في ريف دمشق من أربعة محاور، مؤكداً ان عناصر الجيش السوري الحر «سيطروا على مركز أمن الدولة في المنطقة». وتحدث الشامي عن خروج تظاهرات في عدد من مناطق محافظة دمشق منها المعضمية والقابون والتل، اضافة الى «تظاهرات طيارة» في عدد من مناطق العاصمة. ووصف الشامي بعض مناطق العاصمة بأنها «مدينة أشباح»، مضيفاً: «حتى المناطق التي لا تعد مناطق ساخنة، مثل الأسواق والسفارات ومنطقة القصر الجمهوري، تشهد حركة سير خفيفة جداً مقارنة بالأيام العادية». الى ذلك، شيّع السوريون أمس القتلى الذين سقطوا فجر السبت في حي الخالدية في مدينة حمص (وسط سورية) جراء القصف المدفعي الذي تعرض له والذين قدر عددهم بحوالى 260. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال من حي الخالدية في حمص صباح السبت: «توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الأنقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين، وهناك حوالى 200 شهيد سيجري تشييعهم الى حديقة الحرية في حمص». وكان «المجلس الوطني السوري» المعارض أكد السبت ان القصف خلف 260 قتيلاً ومئات الجرحى، في حين قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان، ان 217 مدنياً قتلوا خلال القصف الذي استخدمت فيه قذائف الهاون. ولا يتسنى التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة. لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى السبت نفياً قاطعاً ان يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص او دخلها، معتبراً ان بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار التصعيد «للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي». واوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله، أن «القصف كان عنيفاً جداً وأدى الى تسوية عدد من المباني بالأرض فيما دمر عدد من المباني تدميراً جزئياً، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول الى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، إلا أنها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدبابات». واعتبر العبدالله ان ما جرى ليلاً هو محاولة من السلطات «لكسب المزيد من الوقت وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة لعلهم يتراجعون عن مظاهراتهم السلمية». وأكد العبدالله ان «المشافي الميدانية تعاني من نقص كبير في المواد الطبية جراء ارتفاع عدد الجرحى». وتعد حمص معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد.