تحدى مئات الآلاف من المتظاهرين الحشود العسكرية المعززة بالدبابات في سورية، وتظاهروا أمس في أول يوم جمعة من رمضان أطلق عليها ناشطون «جمعة الله معنا». وتجددت المظاهرات البارحة عقب صلاة التراويح ككل ليلة منذ حلول شهر رمضان. وأفاد مصدر حقوقي أن 14 شخصا على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن في ريف دمشق ومدينة حمص. وقال سكان ونشطاء إن قوات النظام قتلت بالرصاص اثنين على الأقل من المتظاهرين وأصابت 12 أثناء احتجاجات في وسط دمشق والعديد من ضواحي العاصمة البارحة عقب صلاة التراويح. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن اثنين من المحتجين قتلا في حي الميدان في وسط العاصمة والذي أصبح بؤرة للمظاهرات رغم تواجد قوات الحرس الجمهوري في الحي. وأوضح شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين في ضواحي حريستا، دوما، وداريا. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن عشرة قتلى سقطوا في ريف العاصمة دمشق منهم سبعة في عربين، اثنان في الضمير وواحد في معضمية الشام. كما قتل ثلاثة في حمص وشخص واحد عثر عليه مقتولا أمام منزله في حي القابون في دمشق وعليه آثار تعذيب بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن. وبحسب عبدالرحمن فإن عدد الجرحى فاق ال50 جريحا، الكثير منهم جراحهم خطيرة. وذكرت جماعة نشطاء أمس نقلا عن نازحين من مدينة حماة أن هجوما بالدبابات على مدى ستة أيام على المدينة لقمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية أسفر عن مقتل 300 مدني على الأقل. وقالت لجان التنسيق المحلية إن كثيرين ممن قتلوا كان يمكن إنقاذهم لولا نقص الدماء اللازمة لعمليات نقل الدم أو عدم القدرة على نقلهم للمستشفيات بسبب القصف العنيف من قوات النظام للأحياء السكنية الرئيسة. واعتبرت تركيا أمس على لسان وزير خارجيتها أن القمع العنيف الذي يتعرض له المتظاهرون في سوريا «غير مقبول». وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن على سوريا أن تأخذ على محمل الجد رسائل تركيا والمجتمع الدولي. وأن تضع حدا لأعمال العنف في أقرب وقت ممكن.