ترى الشاعرة والإعلامية العمانية أصيلة المعمري، أن سبب عدم فوز الشاعرات بالمسابقات الشعرية يعود إلى عدم الثقة بالمرأة، إذ اعتاد معظم الناس على أن حضور الشاعرة خجول، وهذه النظرية ثبتت في عقولهم حتى الآن. وقالت في حديث إلى «الحياة»: «قلة الأسماء النسائية المميزة في الساحة الشعبية ناتج عن الظروف التي تعيشها المرأة في بعض المجتمعات الخليجية، فهناك قيود تحكم الأنثى وتمنعها من الظهور والحضور في مثل هذه الأوساط»، مشيرةً إلى أن هناك أسماء ظهرت بكامل حشمتها وبقت عالقة في أذهان الجميع، ولا زالت تقدم شعرها وتجاربها بطريقة جميلة تعكس لنا البيئة التي تربين فيها. وأضافت أن كثرة الشاعرات السعوديات في المواقع الإلكترونية لا يزعجها، بل يبهجها، لافتة إلى أنه يوجد شاعرات يُكتب لهن وحققن ظهوراً وانتشاراً، لكن في النهاية المتابع يعرف الشاعرة الحقيقية من غيرها... وفي ما يلي نص الحوار: لم يشارك في النسخة الحالية من «شاعر المليون» سوى شاعرتان، هل المرأة لا يزال حضورها ضعيفاً في الساحة الشعبية؟ - لا أتوقع أنه ضعيف، فالإبداع لا يقاس بالكم ولكن بالكيف، ودائماً ما يكون عدد الأسماء النسائية التي تصل إلى شاطئ الراحة في هذا الحدود، والبركة في جميع المشاركين من شعراء وشاعرات. المهم أن يقدم جميع المشاركين شعراً جميلاً وحضوراً أجمل يبقى في ذاكرة جماهير الشعر ومتابعي البرنامج، أما ظهور الشاعرة في الساحة الشعبية فهي حاضرة بقوة في كل الأوساط الأدبية في الخليج، وهناك أسماء نسائية لامعة لا يختلف عليها اثنان. برأيك ما سبب قلة الأسماء النسائية المميزة في الساحة الشعبية؟ - يعود للظروف التي تعيشها المرأة في بعض المجتمعات الخليجية، فهناك قيود تحكم الأنثى وتمنعها من الظهور والحضور في مثل هذه الأوساط. لدنيا أسماء ظهرت بكامل حشمتها وبقت عالقة في أذهاننا، ولا زالت تقدم لنا شعرها وتجاربها بطريقة جميلة تعكس لنا البيئة التي تربين فيها مثل هذه الشاعرات، لكن للأسف من جهة أخرى قلة الأسماء النسائية جعلت فرص الظهور تُقدم لكل صالحة وطالحة حتى بدأنا نشعر بالغثيان من بعض الأسماء التي لا تملك شعراً حقيقياً ولا تجربة. هناك شاعرات يبرزن لفترة ثم يتوقفن بعكس الشعراء، هل هناك سن معين لإبداع الشاعرة؟ - لا يوجد سن معين لإبداع الشاعرة، لكن هناك ظروفاً تحكم الشاعرة وتمنعنها من مواصلة «تقديم إبداعها»، وليس إبداعها بالطريقة المعتادة، فالزواج مثلاً يحكم الشاعرة ويبعدها عن الساحة والأمسيات والمشاركات الأخرى، فتكتفي مثلاً بالنشر عبر الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية فقط، وعلى المتلقي أن يحترم ذلك جيداً بل ويقدره. في كل الحالات الشاعرة الحقيقية تبقى ولا تغيب بما تركته من نتاج في كل مراحل كتابتها حتى لو اختفت في مرحلة ما لظروف معينة. الحروب الشعرية في الساحة، ما نصيب الشاعرات منها؟ - لا أتوقع أن هناك حروباً شعرية، فزمن الحروب انتهى. الشعر الآن يعيش مرحلة سلام، وأتمنى أن تدوم هذه المرحلة كثيراً، ولا يمكنني أن أتحدث عن نصيب الشاعرات من تلك الحروب، لأنني لم أعش في مثل تلك الحروب ولم أعاصرها. الشاعرات السعوديات انتشرن بكثرة في المواقع الإلكترونية، هل ذلك يخيفك كشاعرة عمانية؟ - بالعكس الأمر يبهجني كثيراً، فالحضور المشرف لأي شاعرة خليجية يشعرني بالفخر لانتمائي لهذا المحيط، ولا أعتقد أن الأمر يقاس على جغرافيا معينة، على رغم أنني أتمنى أن تظهر الشاعرة السعودية بشكل أوسع، وألا تكون فقط في حدود ضيقة فما تملكه من إبداع يستحق الظهور والانتشار. حينما تظهر شاعرة ويبزغ نجمها، تطاولها الاتهامات بأن هناك من يكتب لها، ما سبب تلك الاتهامات؟ - لا أعلم، والقصيدة التي شاركت بها في برنامج شاعر المليون جاءت في ذلك السياق، فالأنثى تعاني فعلاً، وكأن الشعر خُلق لجنس معين، وكان محصوراً على الرجل، بيد أنني لا أنكر وجود شاعرات يُكتب لهن وقد حققن ظهوراً وانتشاراً، لكن في النهاية المتابع يعرف الشاعرة الحقيقية من غيرها. لماذا الشعراء العمانيين الأضعف حضوراً من بين شعراء دول الخليج؟ - لا أتوقع أن الشاعر العماني هو الأضعف حضوراً، لكن المسألة تبقى مسألة اجتهاد وحضور وإعلام ومقاييس أخرى لا تحكمها الشاعرية، ويبقى على الإعلام العماني شوط كبير لا بد أن يقطعه حتى يعزز مكانة الشاعر العماني. المهرجانات الشعرية في عمان لا تخدمكم، هل تفضلون المشاركة في بلد خليجي معين؟ - هي تخدمنا إلى حد ما. للأسف لا يُسوق لها إعلامياً خارج عمان بشكل جيد، والشاعر العماني يشارك ويحضر في كل البلدان الخليجية من دون محاباة بلد عن آخر. تأهلتِ إلى المرحلة المقبلة من «شاعر المليون»، ألا تعتقدي أنك تفوقتِ منذ مشاركتك الأولى؟ - المنافسة تشتد من مرحلة إلى أخرى، وأتمنى أن أواصل تقديم ما لدي بالطريقة التي ترضيني وترضي من يتابعني. ألم تترددي في المشاركة ب«شاعر المليون»؟ - أبداً، فبرنامج «شاعر المليون» عمل ثورة في الشعر الشعبي، وهو الأقوى جماهيرياً، والأضخم إنتاجياً، وأنا فخورة جداً كوني وصلت لشاطئ الراحة وقدمت تجربتي أمام الملايين في الوطن العربي. لماذا العنصر النسائي دائماً مستبعد من الفوز في المسابقات الشعرية؟ - لأن أغلب الناس لا يثقون بقدرات المرأة، ولا يتوقعون منها المفاجآت. هم اعتادوا على أن يكون حضورها خجولاً للحظات الأخيرة، فهذه الفكرة انغرست وثبتت في عقول الكثيرين. عملتي لأعوام عدة في المجال الإعلامي، ما الفرق بين الإعلام والشعر؟ - عملت في الصحافة الإلكترونية مع وكالة أنباء الشعر، وتلك المرحلة كانت من المراحل الجميلة في حياتي، وتجربة مفيدة جعلتني أقرب للوسط الأدبي، وما يستجد فيه كل يوم، ولا ويوجد فرق بين الإعلام والشعر فكلاهما يكمل الآخر. هل طرقتي باب الإعلام أولاً حتى تتمكني من إيصال أشعارك؟ - لا، كنت أود أن أعزز تجربتي وقتها، وأن أكون حاضرة وقريبة من الشعر بكل تفاصيله. هل العادات والتقاليد وقفت عائقاً في طريقك؟ - تقريباً، لكنني تجاوزت الأمر لأنني أدرك حدودي جيداً وأعرف أين يجب أن أكون دائماً، وتكفيني ثقة والدي فيني، وأدعو الله أن يقدرني دائماً على مواصلة حضوري بالطريقة المشرفة لي وللبيت الذي أحسن تربيتي. معظم الذين شاركوا في «شاعر المليون» اختفوا، ألا تخافين من تلك المشكلة؟ - لا أخشى ذلك، لأنني أطمح دائماً للحضور ومواصلة تقديم تجربتي، أتمنى ألا يأخذني شيء يبعدني عن الشعر الذي أحب.