قالت الشاعرة السعودية رجوى الخالدي (أوامر) ان الشعر يعتبر المتنفس الوحيد لها لتعبر عما يجول بخاطرها، ولفتت إلى أنها انطلقت شعرياً وهي ابنة 17 عاماً، واكدت ان الشاعرة السعودية أثبتت وجودها في مجال كاد ان يكون حكراً على معشر الرجال. وطالبت باعطاء مساحة اكبر للشاعرات للظهور والمشاركة وتقديم ما لديهن من موهبة شعرية، وكشفت عن رغبتها في دخول المسابقات الشعرية، وفي مقدمها برنامج شاعر المليون، الذي ستتقدم له الاسبوع المقبل في ابو ظبي، واضافت انها تستعد لاصدار ديوانها الشعري الاول، وستكثف اكثر من وجودها في الامسيات سواء داخل السعودية او خارجها. في ما يأتي نص الحوار معها. حدثينا عن بداياتك الشعرية كيف ومتى انطلقت؟ - بداياتي الشعرية منذ الصغر فانا بدوية، نشأت في بيئة بدوية كلها شعراء من والدي واخوتي وقريباتي، ومن المعروف ان البيئة الشمالية تتمتع بالشعر اكثر من أي بيئة اخرى في السعودية والخليج، وعندما اصبحت في سن ال 17 بدأت اكتب القصيدة بشكل كامل وبوزن وقافية صحيحة، وكنت اكتب الشعر بشكل شبه يومي لانه المجال الوحيد للشاعرات في السعودية، فكنت اعبر عما يجول بخاطري بالشعر اكثر من الحديث مع من حولي من الاقارب وعائلتي، فكان هو المتنفس الوحيد لي. اما فيما يتعلق بالانطلاقة فانا بدأت في النشر منذ قرابة 11 عاماً في المجلات الشعبية والصحف وظهوري الاذاعي، وكنت انشر تحت مسمى شعري «أوامر»، وبعدها بفترة صرحت عن اسمي الحقيقي رجوى الخالدي، وما زلت احتفظ بلقب اوامر وظهرت في عدد من الاذاعات والقنوات الشعرية خلال الفترة الماضية. كيف تجدين تقبل الوسط الشعري للشاعرات السعوديات بشكل عام؟ - الشاعرة السعودية استطاعت ان تثبت وجودها، وعلى سبيل المثال هناك الشاعرة عيدة الجهني التي اقتربت كثيراً من منصة التتويج وتحقيق اللقب في النسخة الماضية من برنامج شاعر المليون، بعدما أعلنت التحدّي في بداية البرنامج، وتجاوزت عدداً من الشعراء الرجال في المراحل الأولى، ونجحت بالوصول إلى المرحلة النهائية، وهي في حقيقة الامر قدمت دعماً لا يقدر بثمن للشاعرات السعوديات خصوصاً وللشعر النسائي بشكل عام، فبمجرد قبولها الظهور في مسابقة شاعر المليون بهذا الشكل وتمسكها بحجابها ينم عن ثقتها بنفسها، ومنافسة الشعراء في مجال يكاد يكون حكراً على الرجال، وفي برنامج يملك شعبية كبيرة جداً على رغم كل ما يقال عنه، إلا أنها اقتحمت هذا المجال وأفرغت ما لديها من إبداع متناغم في أسماع الناس، ثم انصرفت وكأنها تقول أنا هنا أتألق على رغم كل شيء. وانا اؤكد عودة الشعر النسائي الحقيقي وكذلك اختفاء الشاعرات اللاتي يُكتب لهن من الساحة خصوصاً في ظل وجود مثل تلك المسابقات التي تكشف المستور. ففي الماضي كانت المجلات الشعرية تسيطر على وضع الشعر بشكل عام، ولكن مع ظهور المسابقات الشعرية والقنوات الشعرية اختفت أسماء الشاعرات المزيفات. هل تعتقدين أن الوقت حان لظهور الشاعرات من جديد للمشاركة بقصائدهن في كل المحافل؟ - أرى أنه من المفترض أن تحظى الشاعرة بدور ومساحة جيدين منذ سنوات، خصوصاً المبدعات منهن، ولا أعلم ولا أجد مبرراً واضحاً لحرب الشعراء على الشاعرات، هل هو من دافع الغيرة منهن، أم النظرة الدونية للمرأة الشاعرة في مجتمعنا، أم ماذا؟ كما أنني أتمنى أن تشارك عدد من الشاعرات في برنامج شاعر المليون، وأنا تهيأت لي الظروف للتقدم إلى لجنة في أبو ظبي، وحاولت المشاركة فيه، وأطالب بوجود أمسيات نسائية للشاعرات السعوديات، لأنهن شاعرات مميزات مقارنة بغيرهن من شاعرات الخليج، فالشاعرة السعودية مختلفة تماماً، وتتمتع بحس شعري رائع ومختلف عن الخليجيات. هل لديك نية للمشاركة في برنامج شاعر المليون في نسخته الرابعة؟ - لدى النية وأرغب في ذلك، وإذا ترتبت لي بعض الأمور، فسأتجه للمشاركة في أبو ظبي، ولكنني تمنيت لو أن هناك جولة للجنة في الرياض حتى تسهل مشاركتي، ولكنني أجهز لعدد من الأمسيات الشعرية النسائية في السعودية والكويت وقطر خلال الفترة القريبة المقبلة. لماذا لم يصدر لك ديوان مقروء؟ ولماذا لم تصوري قصائدك تلفزيونياً؟ - أجهز حالياً لانطلاقة شعرية جديدة ومكثفة ولن استسلم، وسأقدم ما لدي من شعر أتمنى أن يحظى بإعجاب الجميع، ولدي ديوان مجاز من وزارة الإعلام منذ أكثر من 8 سنوات، وهو مدعوم من شخصيات كبيرة ومهمة، وسأعلن عنه قريباً، خصوصاً مع عودتي القوية للظهور الإعلامي، ولتأكيدي قوة الشعر النسائي، وأتمنى أن تهتم الجهات ذات العلاقة من جمعية الثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام بالشعر النسائي، فلدينا مواهب تستحق الوقوف والمتابعة والاهتمام. ما تقويمك للصحافة الشعبية والقنوات الشعرية في الوقت الحالي؟ - الإعلام الخليجي بشكل عام، سواء في مجال الشعر أو غيره في مرحلة الازدهار والطفرة لبعض القنوات، سواء الحكومية أو الخاصة، ولدى البعض الآخر مرحلة التجريب أو قاب قوسين أو أدنى – وعلى العموم فالإعلام الخليجي استطاع أن يصل إلى مرحلة التوازي مع الإعلام العربي بتصنيفاته كالإعلام اللبناني والمصري. ما رأيك في ظهور الشاعرات الخليجيات؟ وهل تجذبك قصائدهن؟ - الخليج منبع للثقافة والشعر، وظهور أسماء جديدة يعتبر شيئاً رائعاً وجميلاً، لكن السعودية تملك مخزوناً شعرياً نسائياً كبيراً، ولا يكاد يخلو بيت من شاعر أو شاعرة في السعودية، كما أن الثقل الشعري في السعودية مختف عن بقية دول الخليج، والمرأة الخليجية بشكل عام تحب التحدي، ومتى ما وجدت الفرصة المناسبة، فإنها تقدم إبداعاتها، وكما ذكرت سابقاً فان هذه الفترة هي للشعر النسائي من دون غيره، وستظهر أسماء نسائية قوية تتفوق على الرجال.