أكّد الشاعر سليمان الفليح أن المسابقات الشعرية خدمت النظم قبل الإبداع، كما أنها خدمت جانب الافتعال والتمثيل والحركات البهلوانية و«الهياط» لدى الشعراء، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يخضع الشعراء لإرادة الشعر الحقيقي ولكن أكثرهم يعتمد على الظاهرة الصوتية فقط، وطالب الفليح بإقامة مسابقة شعرية سعودية مقرها العاصمة الرياض، باعتبارها المنطقة الأكثر شعراً وتواجداً للشعراء في السعودية، وقال الفليح: «بكل صراحة السبب الحقيقي لإقامة المسابقات خارج السعودية هو من أجل حضور الجمهور النسائي، الذي يؤثر في الشعر والشعراء والمشاهدين بالدرجة الأولى». كيف تجد واقع المسابقات الشعرية بشكل عام؟ وهل أضافت للشعر والشعراء؟ - المسابقات الشعرية هي تقريباً خدمت النظم قبل الإبداع، لأن الشعراء يكتبون مسبقاً، وكل شاعر يضع أمامه فكرة المسابقة، أي أنه يعتمد النظم على حساب الإبداع الحقيقي، وخدمت جانباً آخر بالغ فيه كثير من الشعراء هو الافتعال والتمثيل والحركات البهلوانية و«الهياط» على حساب أقفية الشاعر وجودة قصيدته، حتى إن بعض الشعراء اتكأ على المسرح الجماهيري، ولم يعتمد على الصوت ذاته، كما أن الإيقاع طغى على الشاعرية الحقيقية، وفي هذه الحال ولأننا جمهور منبري صوتي صفقنا لشاعر الظاهرة الصوتية أكثر من الشاعر الحقيقي، وبذلك خدمت المسابقات الشعرية بأنواعها النظم على حساب الشعر الحقيقي. لماذا لم تتم المطالبة بإقامة مسابقة شعرية سعودية تكون في مستوى المسابقات الخليجية الأخرى؟ - أتمنى أن تكون هناك مسابقة شعرية سعودية حقيقية تقام في الرياض، باعتبارها المنطقة الأكثر شعراً، بحكم منطقة نجد التي هي منطلق القصيدة النبطية النمطية، وأن تشارك كل منطقة بعدد من الشعراء، وان تقتصر على السعوديين فقط، اذ سيكون لها اثر وجماهيرية كبيران، ونسبة مشاهدة عالية في السعودية وخارجها، شريطة أن تكون هذه المسابقة ذات تحكيم نزيه، يحكم على القصيدة لا على الشاعر، وفي الواقع السبب في اقامة كثير من المسابقات خارج السعودية، واعتمادها بنسبة كبيرة على الشعراء السعوديين بشكل كبير هو بكل صراحة من اجل حضور الجمهور النسائي، الذي يؤثر في الشعر والشعراء والمشاهدين بالدرجة الأولى، فالنساء هن المسوقات للشعر والبرامج بشكل كبير. ما مدى تأثير الجمهور النسائي في برامج المسابقات الشعرية والشعراء بشكل عام؟ - للأسف الشديد ان اغلب الشعراء الذين يتقدمون إلى هذه المسابقات يضعون نصب أعينهم أولاً الاستحواذ على إعجاب الجمهور النسائي، وكيفية إثارة إعجابهن بطريقة أو بأخرى، مبتعدين عن التركيز الدقيق في قوة القصيدة من عدمها، أما في ما يتعلق بالمسابقات، فهي برامج يجب أن يكون فيها نصيب للعنصر النسائي، حتى تكون هناك لفتة نسائية تضيف الى هذه البرامج رونقاً وتألقاً أكثر، وتكسبها متابعة جماهيرية عالية. اختفاء الأسماء الشعرية المعروفة في الساحة الشعرية وظهور أسماء جديدة، هل هو مرحلة تغيير في رأيك؟ - الأسماء الشعرية المعروفة ما زالت موجودة، ولكنهم مقلون في الظهور والنشر لقصائدهم بشكل عام لانشغال بعضهم، وبعضهم الاخر فضل الابتعاد، بسبب الازدحام الشديد في الساحة الشعرية، ودخول أسماء جديدة كثيرة ظهرت في الآونة الأخيرة، ولكن هذه الأسماء الجديدة تحتاج إلى أن تخضع لإرادة الشعر الحقيقي، ولكن أكثرها وللأسف الشديد يعتمد على الظاهرة الصوتية وهي لا تستمر طويلاً، لأنها لا تمتلك العمق الشعري الكافي الذي يوجد صدى رائعاً للقصيدة بمعانيها ووزنها وقافيتها وفكرتها. ما العلاج اللازم للحد من ظاهرة «الهياط» لدى الشعراء الجدد في الساحة الشعرية؟ - وجهنا أنا وزملاء لي من الشعراء الكبار والقدماء في الساحة، النصح في المسابقات الشعرية وغيرها لكثير من الشعراء الجدد، بأن يكونوا على طبيعتهم والا يتصنعوا، لان هذه شيء يؤثر سلباً في مسيرتهم الشعرية بشكل كبير، وان يركزوا على المقياس الحقيقي للنص الشعري وليس الشاعر نفسه، ومن هنا يتم الحكم على شاعرية الشاعر، إلا أن تأثر بعضهم وتقليدهم لبعض الشعراء دفعاهم الى الدخول في دوامة التمثيل والتقليد، وكما ذكرت فالإيماءات والحركات التي لا تخدم الشاعر كثيراً.