نفت أوساط قريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تقارير صحافية أمس أفادت بأنه يعتزم تقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر العام المقبل وإجراءها في تشرين الأول (اكتوبر) من العام الحالي لاعتقاده بأن فوزه الكبير مجدداً بكرسي زعيم حزب «ليكود» الحاكم وعدم جاهزية الأحزاب المنافسة لانتخابات مبكرة، يضمنان تحقيق مكسب كبير له ولحزبه في انتخابات مبكرة. وكما كان متوقعاً، سجل نتانياهو فوزاً كبيراً في الانتخابات الداخلية لزعامة حزبه التي أعلنت نتائجها أمس، إذ حصد 75 في المئة من أصوات أعضاء «ليكود» في مقابل 25 في المئة لمنافسه الأكثر تطرفاً موشيه فيغلين الذي يتبنى شعار «الولاء لأرض إسرائيل والتقاليد اليهودية». وقال نتانياهو في كلمة ألقاها بعد إغلاق صناديق الاقتراع، إن فوزه بزعامة الحزب يعني «فوز ليكود الحقيقي»، وأن قوة الحزب تكمن في وحدته، مضيفاً أنه سيواصل قيادة الحزب والدولة «بمسؤولية، سواء في المجالين التربوي والاقتصادي أم في تحقيق الأمن والأمان لسكان الدولة». وكرر التزامه دعم الاستيطان في أرض إسرائيل، «والاستيطان متجذّر في مستقبل الدولة». وتابع أنه لا يعتزم تبكير موعد الانتخابات العامة «ولا يزال هناك وقت طويل حتى موعد الانتخابات». في المقابل، اعتبر فيغلين فوزه بربع الأصوات «مكسباً كبيراً إزاء حقيقة أنني نافست مرشحاً قوياً يتمتع بشعبية واسعة جنّد كل جهاز ليكود ليعمل من أجله». وأضاف أن الحصول على 25 في المئة من أصوات «ليكود» يؤكد أن المجموعة التي يقودها (المسماة القيادة اليهودية) «ضربت جذوراً في الحزب». ونال فيغلين غالبية أصواته من مستوطني الضفة الغربية الذين نجح في تنسيبهم الى الحزب من دون التزامهم التصويت له في الانتخابات العامة، إنما فقط من أجل التأثير في سياسة نتانياهو في كل ما يتعلق بالاستيطان. وقال أحد المستوطنين إنه قرر التصويت لفيغلين ليمرر رسالة إلى نتانياهو تؤكد أن سلوكه إزاء البؤر الاستيطانية العشوائية غير مقبول على المستوطنين. وعقب حزب «كديما» على النتائج بالقول إنه «عندما سينتخب ليكود قائمة مرشحيه، سيتبين أن ليكود هو فيغلين، وفيغلين هو ليكود». وقالت النائب من حركة «ميرتس» زهافه غالؤون ان «ليكود» غدا حزب المستوطنين الأكبر «الذي يضع الاحتلال في جوهر نشاطه، ويضع الدولة على الهامش». وأضافت أن لا فرق جوهرياً بين نتايناهو وفيغلين، «وثمة تقاسم أدوار بينهما، فبينما يجهد نتانياهو لإجهاض أي محاولة للتسوية (مع الفلسطينيين)، فإن فيغلين وموفديه إلى الكنيست يقوضون النظام الديموقراطي في إسرائيل». انتخابات قبل الانتخابات الاميركية؟ ونقلت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و «معاريف» عن وزراء كبار من «ليكود» تقديرهم بأن نتانياهو يعتزم بعد تكريس زعامته للحزب واتساع شعبيته في أوساط الإسرائيليين وحقيقة عدم وجود منافس قوي له في الأحزاب الأخرى، درس إمكان تقديم الانتخابات العامة المقبلة للكنيست إلى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ووفق الصحيفتين، فإن نتانياهو قد يحسم الأمر بعد نتائج الانتخابات لزعامة الحزب المنافس «كديما» التي ستجرى أواخر الشهر المقبل، وقبل انتخابات الرئاسة الأميركية. ونقلت «يديعوت احرونوت» عن قريبين من نتانياهو قولهم إن الأخير سبق أن درس في الماضي إمكان تبكير الانتخابات بعام واحد ليتفادى ضغوطاً متوقعة من شركائه في الائتلاف مع بدء مناقشة الموازنة العامة للعام المقبل الصيف المقبل. وقال أحد المقربين للصحيفة إن «نتانياهو غداة الانتخابات الداخلية سيكون نتانياهو آخر... سيكون قوياً، ليس في الاستطلاعات فحسب، إنما أيضاً داخل الحزب، وهذا سينعكس في خطواته السياسية والاقتصادية التي سيرغب بدفعها، كذلك في قدرته على تبكير موعد الانتخابات». وأضاف: «لم يعُد لدى نتانياهو ما يخشاه من أحد، وسيسحب من الدرج خطة تقديم موعد الانتخابات إلى الخريف المقبل في حال حاول شركاؤه في الائتلاف الحكومي ابتزاز الحكومة أو عرض عضلاته في مناقشات الموازنة». وعددت أوساط نتانياهو أسباباً أخرى من شأنها أن تدفع الأخير إلى تقديم موعد الانتخابات، في مقدمها أن مكانة نتانياهو داخل حزبه وفي المجتمع الإسرائيلي عموماً «متينة أكثر من أي وقت مضى، وحكومته سجلت إنجازات كثيرة»، بينما أحزاب المعارضة عاجزة عن توحيد صفوفها وعن مقارعة الحكومة.