كابول - رويترز - أعادت المانيا الى افغانستان هذا الأسبوع قطعة أثرية تعود لما قبل العصر الإسلامي في افغانستان سرقت خلال الحرب الأهلية الأفغانية، ما يمنح مسؤولي الثقافة في كابول أملاً باستعادة باقي الكنوز المسروقة. وتصوّر المنحوتة ثمانية أشخاص أحدهم غير مكتمل وآخرون من دون أنوف، وهي من الحجر الجيري بطول 30 سنتيمتراً، وتعود إلى القرن الثاني ميلادياً. وتذكّر المنحوتة بالتراث الكلاسيكي الثري لأفغانستان بصفتها نقطة التقاء ثقافي عند مفترق طرق في آسيا، وجزء من مملكة جاندهارا القديمة التي شملت أجزاء في باكستان ايضاً. وقال عمارة خان مسعودي، مدير المتحف الوطني في افغانستان حيث وضعت القطعة الأثرية قبل ان تسرق: «هذه تحفة فنية. إنني متفائل من استعادة أعمال فنية أخرى في المستقبل»، علماً ان مسلحي قادة الفصائل نهبوا خلال حروبهم للسيطرة على كابول في مطلع التسعينات من القرن العشرين نحو 70 في المئة من آثار المتحف، أي نحو 70 ألف قطعة، وباعوا افضلها في السوق السوداء. وكانت المنحوتة ظهرت في مدينة ميونيخ الالمانية قبل سنة، على غرار 20 تمثالاً من العاج يتواجدون حالياً في المتحف البريطاني، فيما ظهرت كنوز اخرى في الولاياتالمتحدة واليابان. وأدى توقيع ادارة المتحف الأفغاني اتفاقاً مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والشرطة الدولية (انتربول) عام 2007 الى استعادة أكثر من 8 آلاف قطعة فنية، بينها تمثال خشبي لبوذا يعود للقرن الخامس. لكن عشرات الآلاف من القطع الاثرية لا تزال مفقودة. ويؤدي الفساد المستشري والفقر وانعدام الأمن بعد 30 سنة من الصراع في أفغانستان إلى عدم وصول الاكتشافات الأثرية الجديدة إلى السلطات الثقافية في البلاد.