تتميز دار الأوبرا السلطانية العمانية في مسقط ببرنامج زاخر لهذ السنة، ومواعيد مع أبرز الوجوه الفنية في العالم العربي. ومن الحفلات التي نظمت أخيراً أمسيتان لعمار الشريعي وعمر سرميني. في الحفلة الأولى قدّم الشريعي معزوفة في ذكرى الثورة المصرية أهداها لبلاده وشعبه، بمرافقة عازف العود العماني سالم المقرشي، والأوركسترا المقدونية الفيلهارمونية بقيادة المايسترو هشام جبر. وعرف الجمهور العماني الشريعي في أكثر من مناسبة محلية، فقد قدَّم أعمالاً خاصة لاحتفالات عمان بعيدها الوطني عام 1993 وكرمه السلطان قابوس بن سعيد بوسام التكريم من الدرجة الأولى قبل سنوات. ودخل الشريعي القاعة قبل نصف ساعة من نهاية الحفلة، إلا أن موسيقاه بدأت منذ الفقرات الأولى مع ألحانه، فيما اكتفى في الربع الأخير من الأمسية بالتجوال بين روائع الموسيقى العربية لمحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش. كما قدمت الأوركسترا الفيلهارمونية المقدونية بقيادة جبر معزوفة خاصة هدية للسلطنة والجمهور حلقت بالحضور في أمسية كأنها واحدة من ألف ليلة وليلة. وكانت الأوبرا السلطانية قد شهدت في ليلتها الثانية لهذا العام أمسية مع عمر سرميني الذي قدم مجموعة من الموشحات والقدود الحلبية، لمدة ساعتين ونصف ساعة. ومن موشح «يا نحيف القوام» من مقام الهزام عبر سرميني بالحضور إلى موشح «قد حلا شرب المدام» مروراً بما عرفه الجمهور من الذاكرة العربية الكلاسيكية، قبل أن تحتفي خشبة القاعة بالدراويش وهم يرقصون على الطريقة الصوفية. وفي الجزء الثاني من الأمسية حضرت روائع الموسيقى العربية والموشحات التي عرفها الجمهور بحناجر فيروز وصباح فخري وسيد درويش، بدءاً من «زوروني كل سنة مرة» و «طلعت يا محلا نورها» وأغنية «طالعة من بيت أبوها». واختتم سرميني أمسيته بأغنية «ابعث لي جواب وطمني» التي تفاعل معها الحضور في شكل كبير.