قال السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي إن لبنان، وخلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، طلب «رفع تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية بعدما أدت سورية ما عليها تجاه البروتوكول الموقع». وكان علي زار أمس، وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور واطلع منه كما قال في تصريح «على ما جرى في أروقة الجامعة العربية». وأضاف: «أن تقرير لجنة المراقبين ومن خلال عرض رئيس اللجنة، ونص التقرير الذي وزع على الوزراء، يبين أن سورية نفذت البنود الأساسية من الاتفاق الموقع بين سورية والجامعة العربية، وأشار الوزير منصور إلى المفاجأة التي شكلها طرح رئيس اللجنة من قرار لم يكن متوقعاً كون التقرير الذي عرضه يشير إلى عكس ما تمخض عنه الاجتماع». وأوضح علي أن البحث تركز على «الوضع السوري - اللبناني وضرورة ضبط الحدود في شكل أكبر لا سيما أن تقرير لجنة المراقبين أشار إلى وجود أسلحة متطورة وإلى انتهاكات يقوم بها المتطرفون على الساحة السورية، ما يستدعي تعاوناً أكبر وأوثق على صعيد القيادتين والأجهزة المعنية في البلدين». وعن التنسيق مع الجيش اللبناني، لفت علي إلى «أن الاتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين الشقيقين تفترض تطبيقاً حازماً من لبنان وسورية، ولكن المسؤولية كما أرى هي على الجانب اللبناني بدرجة أكبر لأن السلاح الذي يهرّب إلى سورية والمسلحون أحياناً يتم مرورهم عبر الحدود اللبنانية إلى سورية أو احتضان بعضهم من جنسيات أخرى، ما ترجوه سورية أن يبقى لبنان متنبهاً وحذراً، لأن أمن لبنان يعنينا، وأمن سورية وأمن لبنان متكاملان. وهذا ما يصرح به فخامة الرئيس ودولة الرئيس وكل المعنيين ونرجو أن تكون النتائج أفضل. ونحن نلمس جدية وحرصاً بين الجيشين والمسؤولين في البلدين ونحن متفائلون». وعن انتقاد النائب وليد جنبلاط (غادر الى موسكو امس، لاجراء محادثات مع المسؤولين الروس) لمنصور على موقفه في الجامعة العربية، اكتفى بالقول: «الوزير منصور لا يحتاج إلى من يتكلم عنه». وقال: «هذا شأن لبناني، والوزير منصور عبّر عن موقفه وأتى تعبيره بلغة راقية». وفي السياق، رد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على تصريح منصور قائلاً: «موقف لبنان الذي تم التوافق عليه في الحكومة، وعبر عنه في أكثر من مناسبة، هو النأي بلبنان عن الأحداث السورية أمنياً وسياسياً، وبالتالي فإن موقف وزير الخارجية في أي منتدى واجتماع ومؤتمر، يجب أن يلتزم بهذا الاتفاق»، معتبراً أن «أي آراء أو اجتهادات أخرى لا تعبر عن رأي الحكومة، بل تندرج ضمن سياق الموقف الشخصي الذي تكفله حرية التعبير المتاحة والمشروعة للجميع، لكنها لا تلزم لبنان ولا حكومته، مع تأكيد موقف لبنان الثابت في استنكار استباحة الدماء يومياً في سورية». ورد على تصريحات تناولت جنبلاط، فقال: «هذا الكلام ينحدر إلى مستوى الشتيمة، وبالتالي لا يستحق الرد، لكنه يؤكد أن الثورات الحاصلة في الوطن العربي هي في جانب منها ثورات أخلاقية قبل أن تكون سياسية». الى ذلك جدد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، بعد لقائه وزير الرياضة والشباب فيصل كرامي، نفيه «القاطع» لما نقل عن قائد «فيلق القدس» الإيرانية قاسم سليماني عن أن جنوب لبنان يخضع لإرادة طهران وأفكارها، مستغرباً «كيف جرى تكبير الخبر من دون التأكد من أصله، نريد ألا يتدخل أحد في العالم بالشؤون الداخلية لأي بلد آخر، ومن الطبيعي ألا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد في العالم». بدوره، اعتبر «حزب الله» في بيان ان «الموتورون من أتباع الإدارة الأميركية في المنطقة يواظبون على تكرار معزوفاتهم التضليلية المفبركة، وكان آخر ما افتعلوه ضجة جوفاء مبنية على تصريحات مكذوبة كانت «قناة العربية» المعروفة الإدارة والهوى، نسبتها إلى اللواء قاسم سليماني، وهي تصريحات ثبت أنها محرفة وعارية من الصحة، ما يقدم للمرة الألف الدليل على الإفلاس السياسي والأخلاقي لهؤلاء، وخلو منطقهم وممارساتهم السياسية من أي صدقية، وهو أمر غير مستغرب ممن امتهن أدوار التبعية والتخريب والتغريب، ويدعي في كل يوم حرصه على الحقيقة والعدالة والاستقلال والإنصاف».