جال وزير التجارة الإيراني مهدي غضنفري على رأس وفد على عدد من المسؤولين اللبنانيين، ونقل الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الى المشاركة في احتفالات النيروز التي تقام في 27 و28 الجاري في طهران. وأوضح في تصريحات أنه أكد للمسؤولين اللبنانيين ضرورة أن تكون الحكومة شاملة وحكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الطوائف، مشدداً على «الدور البارز للمقاومة الإسلامية في توطيد وحدة الشعب اللبناني الشقيق، وعلى دور المقاومة الوطنية في لبنان». وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أن البحث بين سليمان وضيفه تطرق الى «العلاقات بين لبنان وإيران ونقل الوزير غضنفري تحيات الرئيس الإيراني الى الرئيس سليمان الذي حمّله بدوره تحية مماثلة». وزار غضنفري رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في السراي الكبيرة، في حضور السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي والمستشار محمد شطح، وقال غضنفري بعد اللقاء: «قدمت إليه الشكر الجزيل للدور البارز الذي اضطلع به في عقد الاتفاقات المتعددة في كل مجالات التعاون بين البلدين. ولا يمكن أن ننسى هذا الدور البارز والواسع». وأمل ب «أن نشهد في فرصة قريبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وأن تتمكن هذه الحكومة من تطبيق الاتفاقات التي وقعتها حكومة الرئيس الحريري». وتوقف عند متابعة الحكومة الإيرانية «للانتفاضات والثورات التي تشهدها الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط مطالبة بالعدالة والحرية»، وقال: «إن محور هذه الصحوة الإسلامية إدانة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة، فهذه الشعوب سئمت هذه الجرائم والضغوط التي تمارسها الحكومات التابعة للصهيونية والهيمنة، والشرق الأوسط الجديد سيكون شرقاً أوسطياً لشعوب المنطقة». وزار المسؤول الإيراني الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد بحسب ما وزعه مكتبه الإعلامي عن اللقاء «أهمية العلاقات بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية وضرورة العمل على تطويرها في المجالات كافة، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين خصوصاً في مجالات التنمية الاقتصادية». وتمنى غضنفري «التوفيق للرئيس ميقاتي في تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت»، وأكد «دعم إيران لبنان في كل المجالات والتزامها تنفيذ كل الاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين سابقاً، وذلك بعد تصديقها من قبل السلطات اللبنانية المختصة»، وقال: «إننا على استعداد أيضاً، إذا رغبتم، لتوقيع اتفاقات جديدة ولعقد اجتماع للجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين». وشدد على استعداد بلاده للتعاون في تمويل مشاريع الكهرباء وبناء السدود فور الموافقة اللبنانية على ذلك. وأبدى ميقاتي الاستعداد، «بعد تشكيل الحكومة لتوجيه الدعوة الى عقد الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة في بيروت». وبعد اللقاء، قال غضنفري: «عقدنا لقاء مثمراً وبحثنا في الشؤون السياسية والاقتصادية التي تهم بلدينا، وتمنينا له التوفيق في تشكيل حكومة لبنانية جديدة تعبر عن أراء مختلف الطوائف والتيارات اللبنانية. كما تطرقنا الى الأحداث الأخيرة الراهنة في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نعتبر أن كل الحكومات التي لا تعبر عن طموحات شعوبها وتتبع الكيان الصهيوني والقوى الأجنبية، لا يمكن أن تكون مقبولة من شعوبها ما يؤدي الى وقوع الثورات والانتفاضات التي نراها حالياً. إن ما يحصل حالياً يشكل برأينا رسالة لكل الحكومات التي لا تأبه لرأي شعوبها». وأكد الوزير غضنفري بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري «دعم بلاده لتشكيل حكومة لبنانية قوية تضم التيارات والطوائف كافة في لبنان». وأشار إلى أن جرى خلال اللقاء تأكيد «تنفيذ كل الاتفاقات الموقعة بين البلدين وتفعيلها». ومن جهة ثانية لفت الى ان «الشعوب المسلمة في المنطقة سئمت الحكومات التي كانت تضع شعوبها في خدمة مصالح الكيان الصهيوني وجرائمه وتقدر وتحترم الحكومات التي تسمع صوتها وتحترم قيمها». والتقى غضنفري وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي في مكتبه، وجرى البحث، بحسب ما ذكر مكتب الصفدي، «في كيفية تفعيل العلاقات التجارية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين». وأكد غضنفري «استعداد إيران تنفيذ الاتفاقيات الثنائية في مجال التجارة التي تم التوقيع عليها في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري وأبرزها وثيقة الترانزيت ونقل الكهرباء»، فيما شدد الصفدي على «الدور الكبير الذي يمكن للجمهورية الإيرانية أن تلعبه على صعيد تطوير قطاعي الطاقة والمياه في لبنان»، مؤكداً في الوقت عينه «أهمية إشراك القطاع الخاص في عملية التبادل التجاري». وأشار إلى أن لبنان «عضو مؤسس في اتفاقية التعاون الإقليمي الهادفة لإقامة منطقة اقتصادية موحدة تضم سورية والأردن وتركيا وأن وزارة الاقتصاد مستعدة لبدء المفاوضات لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع إيران». وعرض الطرفان إمكان تصدير التفاح اللبناني إلى إيران واستيراد القمح منها.