تعددت ارتدادات الأزمة السورية على لبنان وتفاعلت قضية الاختراق السوري للحدود البحرية اللبنانية وقتل فتى من بلدة العريضة الحدودية الشمالية بعد خطف زورق كان على متنه بغرض الصيد مع اثنين من أقاربه، فدانت فرنسا «إطلاق قوات الأمن السورية النار على مدنيين لبنانيين»، ودعت سورية الى احترام وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، فيما أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط موقفاً جديداً حيال التطورات في سورية فدعا «الجنود الدروز (في سورية) الى رفض الأوامر العسكرية بقتل إخوانهم من أبناء الشعب السوري... والتزام منازلهم على الأقل». واستمرت أمس تفاعلات التصريحات التي نسبت الى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الفريق قاسم سليماني عن أن «العراق ولبنان يخضعان لإرادة طهران، وبإمكانها تشكيل حكومات إسلامية هناك»، فطلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي أن ينقل الى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «حرص لبنان على قيام علاقات ثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة على قاعدة الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وفيما كان مجلس الوزراء الذي عُقد أمس، يتهيأ لبحث موضوع ضبط الحدود اللبنانية – السورية، سحب هذا البند من جدول الأعمال. وقال جنبلاط الذي تلقى مساء أمس اتصالاً من الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، في موقفه الأسبوعي عبر جريدة «الأنباء» الناطقة باسم حزبه إن مبادرة الجامعة العربية «وصلت الى أفق مسدود، خصوصاً أنه لا يمكن وضع الظالم والمظلوم في المستوى ذاته». وانتقد «قيام بعض الوجهاء من أهل جبل العرب بتغطية ما تقوم به السلطات من قمع وظلم ضد الشعب السوري وقد عاد مئات من الجنود الدروز في نعوش الى ديارهم». وقال عن موقف لبنان: «حبذا لو يلتزم مندوب لبنان الصمت في الاجتماعات العربية بدل التنظير في سبل الخروج من الأزمة السورية ويكتفي بسياسة النأي بالنفس حتى اللحظة». ولم يفت جنبلاط التعليق على التصريحات المنسوبة لقاسم سليماني، فرفض «إعادة استخدام لبنان مرة جديدة كمنصة أو ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية». وفي المقابل، انتقد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إثر عودته من القاهرة، حيث شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب، قرار الجامعة العربية الذي صدر عنه، معتبراً أنه تضمن بنوداً غير متوازنة، وقال إن القرار لا علاقة له بتقرير بعثة المراقبين العرب «وهذا ما قلناه في الاجتماع»، معتبراً أن التقرير «إيجابي وموضوعي ومتوازن». وأضاف: «نشتم رائحة تدويل منذ البداية وطالبنا أمس بأن يكون وقف إطلاق النار من الجانبين وكان التركيز فقط على جانب السلطة في سورية...»، والتركيز على طرف واحد لا يساعد على الحل وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة». ورأى أن الأمور «لا تسير بالشكل الذي نريده أن يكون إيجابياً يؤدي الى نتيجة مرضية، وربما هذا قد يعقّد من الأمور، خصوصاً أن هناك قراراً يتعلق بدولة هي سورية ترفضه». في نيويورك، عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجنرال باولو سيرا الإيطالي الجنسية رئيساً لقوة «يونيفيل» خلفاً للجنرال ألبرتو أسارتا اعتباراً من 28 الشهر الجاري.