تستضيف مونتريال للسنة الثامنة والعشرين على التوالي، «مهرجان ليالي افريقيا العالمي» والمستمر حتى 20 من الشهر الجاري، ويهدي منظموه هذه الدورة لزعيم جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا، على وقع بانوراما افريقية تضج ببرامج الموسيقى والغناء والرقص والفولكلور. ويتعاقب على تقديم الحفلات، كما تقول ربا الشاعر احدى المسؤولات في فريق المهرجان «حوالى 600 فنان وعشرات الفرق من 35 بلداً يمثلون الأصالة والتجدد ويفتحون حوار الفنون والثقافات على مصراعيه». ويتميز المهرجان بعروضه المجانية في الهواء الطلق والتي تستمر من الحادية عشرة صباحاً حتى منتصف الليل، وتنقل وقائعها على شاشات عملاقة في أرجاء ساحة الفنون في مونتريال. وليلة الافتتاح التي احيتها ديفا افريقيا الفنانة ميواي، توافد اليها جمهور حاشد جلّه من المكونات الافريقية المتعددة الإثنيات والثقافات، قدر بحوالى 153 ألفاً، اصروا على تحدي هبوب عاصفة قوية والبقاء ساعات طويلة تحت المطر الغزير. أما في المقلب الافريقي العربي، فلم يسجل خلافاً لليالي افريقيا السابقة التي كانت تتألق فيها كوكبة من الفنانين المغاربة، اي حضور وازن، سوى للجزائري شيخ سيدي بيمول (اسمه الحقيقي حسين بوقلة) المتعدد المواهب وهو مؤلف وعازف روك ومصور ورسام كاريكاتور وأكاديمي متخصص بعلوم الحياة، وقائد فرقة مؤلفة من عازفي غيتار وباس وسكسفون وإيقاع وكمان ومزمار ويغني باللهجتين الجزائرية والامازيغية. ويستوحي بيمول موسيقاه التي يقدمها في المهرجان، كما يقول «من الجذور والتراث الجزائري المتعدد الألوان الشعبي والغناوة والقبلي الامازيغي ومزجه بالالحان الشرقية والروك الغربي». الانتقال الى الفن وعن انتقاله من الاكاديميا الى عوالم الفن والموسيقى والغناء، يرى ان هذه «النقلة النوعية تعبر عن الوجود والحياة والامل. وهي مثقلة بمخزون فني وثقافي وفكري يمكن نقله الى مسارح العالم لا سيما اذا تحرر من وصاية السياسيين ورجال الدين» . يشار الى ان بيمول شارك في مهرجانات عالمية عدة في اوروبا وكندا. وفي رصيده تسعة البومات آخرها «العافية - AFYA» الذي سيحضر بقوة خلال عروض المهرجان. ويتميز كما يقول «بأجوائه الصوفية وانفتاحه على موسيقى البلوز والروك والايقاعات الافريقية والسلتية، وأغانيه ناطقة باللغات العربية والامازيغية والفرنسية ومرتبطة بهموم الحياة الجزائرية وتحولاتها الدراماتيكية بخاصة ايام العنف الاسود بما فيها البطالة والفقر والظلم الاجتماعي». ومع كل هذا الوجع الجزائري والإنساني في اغانيه وألحانه وكلماته، يصر بيمول على متابعة نهجه الفني الذي «ينشد للحب والحياة والانسان».