افتتحت الفنانة الفلسطينية ريم بنّا مهرجان «موسيقى البلد» في دورته الثالثة ليل الثلثاء - الأربعاء، على مسرح الأوديون وسط عمّان، برعاية أمانة عمّان الكبرى، وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، وإذاعات «ربابا» و»رايا» و»أرضي» و»يام» و»البلد»، وتلفزيون «رؤيا». وأدت الملحّنة الفلسطينيّة ابنة الناصرة، أغاني من ألبومها الجديد «تجلّيات الوجد والثورة». ومن المعروف أن بنّا صاحبة الصوت الحنون، تستمد أغانيها من وجدان الشعب الفلسطيني، لتعبر عن معاناته وأحلامه وهواجسه وأفراحه وأحزانه وآماله. ويستضيف المهرجان المستمرّ حتى الأحد المقبل، نخبة من الفنانين الشباب الأردنيين والعرب، ساعياً إلى تطوير آفاق جديدة لدعمهم، من خلال تقديم أعمالهم في عروض موسيقية أمام جمهور واسع، والترويج لها. كما يفتح المهرجان المجال لتبادل الخبرات الموسيقية بين الفرق العربية المشاركة والعديد من الفرق الأردنية المحلية، ضمن كرنفال موسيقي ثقافي يتناغم مع تاريخ عمّان، يبدأ من مدرج «الأوديون» في قلب العاصمة الأردنية. وقال الفنان رائد عصفور مدير مسرح البلد إن المهرجان يسعى إلى دعم الفن الشاب في العالم العربي، معلناً إطلاق ألبومين لفنانين مشاركين في المهرجان وهما «تجلّيات الوجد والثورة» لريم بنا و»ترحال» لطارق الجندي. وتشارك في المهرجان فرق من دول عدة، مثل تامر أبو غزالة وفرقة «تراب» (الأردن - فلسطين)، فرقة «آهات» وطارق الجندي ومريم صالح ودينا الوديدي (مصر)، فرقة «لاباس» ودينا المثلوتي من الجزائر، وتانيا صالح (لبنان). وقدّم الفنان الأردني وعازف العود طارق الجندي حفلة مساء أمس، أطلق فيها ألبومه «ترحال»، وهو مشروع موسيقي مستوحى من أماكن وثقافات مختلفة، يقوم على إظهار الجوانب التعبيرية لآلة العود وحواره مع آلات الإيقاع وغيرها. وأقيمت في الليلة نفسها حفلة لفرقة «تراب» الفلسطينية التي تستمدّ أغنياتها ومقطوعاتها الموسيقية من الحياة اليومية في مواجهة الاحتلال، حيث تحضر أسئلة الحب والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني ضمن المواضيع التي تتناولها. ويقول الفنان المبادر لتأسيس الفرقة باسل زايد إن «تراب» تسعى إلى التميز في الكلمة واللحن، وأن تعبّر كلمات أغانيها عن الهم اليومي للمواطن الفلسطيني وأحلامه. وتستقي الفرقة موسيقاها من إرث سياسي اجتماعي موسيقي مميز يعبر عن خصوصية أدائها للفن الملتزم. وفي اليوم الثالث، سيكون جمهور مهرجان «موسيقى البلد» على موعد مع المغني والمؤدي والمنتج الفلسطيني تامر أبو غزالة الذي أسّس شركة «إيقاع» للموسيقى العربية البديلة في فلسطين، الأردن، لبنان، ومصر. وتقام في اليوم نفسه حفلة للفنانة المصرية مريم صالح التي نشأت فنياً على يد والدها المخرج والمؤلف المسرحي صالح سعد والشيخ إمام مغني المقاومة المصرية. وشاركت في العديد من الفرق الموسيقية مثل «سادة ومظبوط»، «جواز سفر»، «فرقة الشيخ زين ورفاقه»، «حبايبنا»، «الورشة»، «فرقة الطمي المسرحية»، وأخيراً فرقة «بركة». كما غنت أغاني السمسمية وكانت وما زالت من أهم من أدّوا أغاني الشيخ إمام، من جيل الشباب المصري. وشاركت في الغناء والتمثيل في عدد من الأفلام منها «عين شمس»، «بالألوان الطبيعية»، «حدوته من صاج»، «آخر أيام المدينة». وتطلّ المغنية والمؤلفة الموسيقية اللبنانية تانيا صالح في اليوم الثالث من المهرجان في 28 حزيران (يونيو) الجاري، لتغني للحب والكراهية وما بينهما. وتعكس موسيقاها إيقاع حياتها اليومية بتقلب مزاجاتها وأحاسيسها لتخلق حالة إبداعية مميزة. وقد حقق لها أسلوبها التألق بعيداً من الموسيقى التجارية المنتشرة في الأسواق، من خلال مزجها للموسيقى التراثية التي نشأت عليها والموسيقى الغربية التي اختارتها. أما في اليوم الرابع من المهرجان، فالموعد سيكون مع فرقة «آهات» الأردنية (ياسر حداد، علي الزبيدي، طارق البدوي، وميرا أرشيد) التي أُسست عام 2008 بمنظور فني وفكري خاص استندت إليه لتستكشف مساحة واسعة من المواضيع التي تهم الشباب العربي وتعبّر عنها موسيقياً، ووجدت في موسيقى «الراب» مساحة حرة تتيح لها التعبير عما يدور في الساحة العربية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً. ثم تأتي فقرة المصرية دينا الوديدي، لتكون ليلة كاملة تحت ضوء القمر، تختتمها الفنانة التي تدربت على أنواع مختلفة من التراث الغنائي وبدأت بالتعرف على الإمكانات الغنائية لصوتها تحت إشراف المدرب الموسيقي وعازف العود ماجد سليمان. شاركت الوديدي أيضاً في العديد من ورش العمل مع موسيقيين مستقلين داخل مصر وخارجها، مثل فتحي سلامة، والمطربة وكاتبة الأغاني كاميليا جبران. ويختتم المهرجان الأحد 30 حزيران (يونيو) مع الفرقة الجزائرية «لاباس». ويعني اسمها باللهجة الجزائرية أن كل شيء على ما يرام، وهو أفضل ما يمكن أن يوصف به نجاح عازف الغيتار الجزائري نجم بويزول ورفاقه الموسيقيين. يغني هذا النجم بصوته الرخيم الأجش وسحره الواضح باللغتين العربية والفرنسية، ويعبر عن الحياة المضطربة في بلاده، والحاجة إلى العيش بسلام. وتكشف موسيقاه جمالية وعمقاً نتيجة مزج الموسيقى التراثية لشمال إفريقيا مع الموسيقى الغجرية والرومبا والفلامنكو الإسباني. ومن بعد «لاباس» تطلّ المغنية والمؤلفة الموسيقية وعازفة الغيتار أمال مثلوتي المولودة في تونس، لتستحضر أصوات جون بايز وماري كيروز والأسطورة اللبنانية فيروز. أسلوبها الموسيقي الآسر هو شعري تارة، ويمتزج بموسيقى الروك والموسيقى الشرقية تارة أخرى.