أكد وزير النفط السوري سفيان العلاو، نيةَ وزارته تحريك سعر المازوت المستخدم في التدفئة وفي المحركات نهاية الموسم الحالي، بعدما «خسرت الكثير من الأموال نتيجة خفض سعر الليتر من 25 إلى 15 ليرة». وشدد على ضرورة بيع المشتقات النفطية بأسعارها الحقيقية وان تدفع عائدات بيعه الى العائلات الفقيرة و إلى قطاعي الزراعة والصناعة. وشدد رئيس الوزراء عادل سفر على ضرورة اعادة النظر في آليات الدعم المتبعة «لأن الدولة لم تعد قادرة على ان تتحمله». واضاف: «لو زدنا سعر ليتر المازوت 10 ليرات فقط واوصلنا الدعم بطريقة صحيحة لوظفنا 300 الف عاطل من العمل». وأعلن ان قيمة الدعم الذي تقدمه الدولة يصل إلى نحو 500 بليون ليرة، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً منه يذهب إلى أفراد ودول وليس الى مستحقيه. وأكد على ان 40 في المئة من دعم المازوت ذهب إلى دول الجوار وإلى «عصابات التهريب»، وأن حكومته تعمل على معالجة الهدر والتهريب والاستغلال بهدف توفير قاعدة بيانات لمستحقي الدعم قبل وضع آليات جديدة. وأشار العلاو الى ان إنتاج سورية من النفط يبلغ سنوياً نحو مئة مليون برميل تبلغ قيمتها نحو 11 بليون دولار في حين تصل قيمة ما تنتجه من الغاز الى نحو بليوني دولار. لكن العقوبات الأوروبية والأميركية على صادرات النفط السوري أجبرت دمشق على خفض إنتاجها النفطي ما بين 30 و35 في المئة، ما ادى إلى تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً الى 260 الفاً وخسارة نحو بليوني دولار حتى الآن. وأوضح ان خسارة «المؤسسة العامة للمحروقات» زادت العام الماضي على 260 بليون ليرة (4.3 بليون دولار)، إضافة إلى 200 بليون ليرة قيمة وقود نقدمها الى محطات توليد الطاقة الكهربائية من دون ان نقبض ثمنها، لافتاً إلى ان توفير هذه المبالغ «سيغيِّر وجه سورية وحياة مواطنيها». الأسعار من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط العالمية متجاوزة 110 دولارات للبرميل، بعدما اتفق ممثلو الاتحاد الأوروبي على حظر استيراد النفط الإيراني اعتباراً من أول تموز (يوليو). لكن مخاوف في شأن ديون منطقة اليورو حدت من المكاسب مع استمرار الخلافات في شأن اعادة هيكلة ديون اليونان. وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 34 سنتاً إلى 110.20 دولار للبرميل، بينما زاد الخام الأميركي الخفيف سبعة سنتات إلى 98.40 دولار بعدما انخفض إلى 97.40 دولار مسجلاً أدنى مستوى منذ 21 كانون الأول (ديسمبر). وأعلنت منظمة «أوبك» ان سعر سلة خاماتها القياسية تراجع إلى 111.37 دولار للبرميل يوم الجمعة من 111.59 دولار في الجلسة السابقة. وأشارت وكالة «رويترز» نقلاً عن محللين، إلى ان تحرك الاتحاد الأوروبي ضد إيران مستوعب إلى حد كبير في الأسواق وان الأنظار مازالت تركز على محاولات إعادة هيكلة ديون اليونان قبل تاريخ استحقاق مهم لديون قدرها 14.5 بليون يورو (18.7 بليون دولار) في 20 آذار (مارس). وأشار سفراء الاتحاد الأوروبي الى فترة سماح تنتهي في أول تموز لتنفيذ الحظر بالكامل على واردات النفط الإيراني، ما يعني أن على حكومات الاتحاد الأوروبي التوقف عن توقيع أي عقود جديدة مع طهران من لحظة تنفيذ الحظر، وهو ما قد يحصل هذا الأسبوع، لكن في إمكانها اكمال العقود القائمة حتى أول تموز. في شأن آخر، تعتزم «أباتشي» الأميركية المنتجة للغاز، شراء «كورديليرا إنرجي بارتنرز» للنفط والغاز ذات الملكية الخاصة، في صفقة تتضمن سيولة نقدية وأسهماً بقيمة 2.85 بليون دولار لتوسيع حقولها المنتجة.