دمشق، بيروت، القاهرة، باريس - «الحياة»، ا ب، ا ف ب - عمت التظاهرات المدن ومختلف المحافظات السورية امس في «جمعة معتقلي الثورة» لدعم المعتقلين في السجون منذ بدء الاحتجاجات، والذين قدرت الاممالمتحدة عددهم ب 14 الفا فيما تقول هيئات حقوق الانسان ان العدد يصل الى 40 الفاً. وشهدت مدينة الزبداني اكبر هذه التظاهرات وخرج 12 الف شخص من اهلها للاحتفال ب «تحرير» مدينتهم، كما قالوا، وبنجاحهم في اخراج القوات الحكومية منها، حيث باتت تسيطر على شوارعها عناصر من «الجيش السوري الحر». وقال ناشط في المدينة ان الاحتفالات امر طبيعي لأن خروج الجيش من الزبداني رفع معنويات الاهالي. وفي حي الخالدية في حمص خرجت تظاهرة بحماية عناصر «الجيش الحر» الذين كانوا يسيطرون على هذا الحي بالكامل. وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرة ضمت نحو 15 الفا من مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير. وعلى صعيد التحضيرات لاجتماعي اللجنة الوزارية العربية والمجلس الوزاري للجامعة غداً يصل الفريق اول محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب اليوم الى القاهرة من دمشق لتقديم تقريره إلى الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، خلال اجتماع يشارك فيه رئيس غرفة العمليات السفير عدنان الخضير. وعقب تسلمه التقرير يجتمع العربي مع وفد «المجلس الوطني» السوري برئاسة الدكتورة بسمة قضماني لعراض نتائج عمل بعثة المراقبين واقتراحات المجلس للخطوة التالية. وينتظر ان يقدم الدابي تقريره الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية صباح غد، كما يعرض لاحقا التقرير ذاته على اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزارء الخارجية. وقال الدابي في بيان صحافي وزعته الجامعة إن هذا التقرير الدوري الثاني يأتي بعد مضي 32 يوماً على مهمة بعثة المراقبين التي شملت مختلف المناطق السورية خصوصا تلك التي شهدت اضطرابات ومواجهات. واكد البيان أن فرق المراقبين أدت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية، ووقفت على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وأوضح أن التقرير يتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها. واصدر «المجلس الوطني» السوري، من جهته، بياناً دعا فيه الى صدور قرار دولي يتيح انشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية للمعارضة. كما طالب بأن يتضمن تقرير الدابي نصا واضحا يشير الى ان ما ارتكبه النظام وما يقوم به يمثل «جرائم إبادة بحق الانسانية» و»جرائم حرب يرتكبها بحق مدنيين عزل». ويشير الاتجاه في اوساط الجامعة العربية الى ان القرار الذي سيصدر عن اجتماع غد سيمدد مهمة المراقبين ويضاعف عددهم الى 300. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين في الجامعة، وصفتهما بانهما رفيعا المستوى، ان الظرف الحالي لا يسمح ب «تدهور الوضع»، كما ان المجتمع الدولي ليس جاهزاً حتى الآن للتدخل في سورية على حد قولهما. وذكر المسؤولان ان عدداً من اعضاء الجامعة كانوا يعارضون تمديد مهمة المراقبين لكنهم غيروا مواقفهم في الايام الاخيرة. وعلى الصعيد الميداني وقعت مواجهات امس بين الجيش النظامي و»الجيش الوطني الحر» في كل من حماة وحمص وضواحي دمشق. وفي ضاحية دوما قرب العاصمة حيث خرجت تظاهرة قدر المشاركون فيها ب 20 الف شخص. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان 17 شخصاً على الاقل قتلوا امس في انحاء مختلفة بينهم 6 في ادلب كانوا اختفوا قبل يومين وسلمت جثثهم الى ذويهم امس. وفي ريف درعا ذكر جهات معارضة ان القوات الامنية اقدمت على اغتيال المساعد اول عبد الرحمن البريدي الذي يعمل في فرع الامن السياسي وكان يتعاون مع الثوار وظهرت على جثته آثار تعذيب وتنكيل. من جهة اخرى جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حملته على الرئيس بشار الاسد. وقال امس خلال حفل استقبال السفراء المعتمدين في باريس ان «لا احد اكثر مني مد يده بصدق الى بشار الاسد. لكن في لحظة ما على كل طرف ان يواجه الوقائع». واضاف ان فرنسا لن تسكت امام «الفضيحة السورية» ولا يمكن ان تقبل ب «القمع الوحشي» للاحتجاجات. وفي نيويورك شددت مصادر مجلس الأمن على ضرورة أن تحيل الجامعة العربية تقرير بعثة المراقبين في سورية على المجلس في أسرع وقت «ليتاح لنا الاطلاع على التطورات في سورية». وقالت المصادر إن «على تقرير المراقبين العرب أن ينقل صورة واضحة عن الظروف الميدانية، الإنسانية والأمنية والسياسية، في سورية بما فيها حقيقة التقارير القائلة بأن بعثة المراقبين عملت في ظروف صعبة وغير متعاونة من جانب السلطات السورية». وجددت المصادر الغربية التأكيد على ضرورة دعم مجلس الأمن «الخطة العربية بكاملها وليس ما يتعلق منها بالمراقبين العرب فقط». ويستعد مندوبو الدول الغربية لتناول الوضع في سورية خلال الجلسة العلنية لمجلس الأمن المقررة في 24 الشهر الحالي المخصصة لبحث الوضع في الشرق الأوسط. وقال ديبلوماسيون إن موعد الجلسة «سيكون مناسباً لأنه سيأتي عقب اجتماعات جامعة الدول العربية».