صرح مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية أن الأمانة العامة للجامعة لم تتلقّ اقتراحاً من قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية، كما سبق ان دعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في حديث الى محطة «سي بي اس» الاميركية. وقال المصدر ل«الحياة» إنه ينتظر ان تطرح قطر هذ الفكرة على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية، والمقرر بعد ظهر السبت المقبل في القاهرة. وأعرب المصدر عن اعتقاده باستحالة إرسال قوات عربية إلى سورية، وقال إن أي قوات ستذهب إلى سورية ستكون كأنها ذاهبة للانتحار، لأنها ستدخل في حرب شوارع. وكان الامين العام للجامعة نبيل العربي كرر امس أن الظروف لا تسمح بتطبيق سيناريو ما حدث في كوسوفو أو ليبيا على الوضع في سورية، وقال ان العالم ينتظر نجاح المبادرة العربية لحل الازمة السورية. كما قال جبر الشوفي، عضو «المجلس الوطني» السوري، إن النظام في دمشق سيمنع أي قوة عربية من دخول سورية، وأكد أهمية المناطق الآمنة لحماية المدنيين. من جهة اخرى ذكر عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني» محمد ياسين النجار ان المجلس يسعى مع «الجيش السوري الحر» الى تشكيل مجلس عسكري «لاستيعاب الضباط المنشقين عن النظام من الرتب العليا» وأكد ان التنسيق بين الجانبين يتم حاليا على مدار الساعة. وأبلغ النجار «الحياة» أن الاجتماع الذي عقده العلماء المسلمون السوريون قبل يومين في اسطنبول يهدف الى توحيد الصف، واعتبره خطوة ايجابية لايجاد صيغة شبيهة ب «صيغة الأزهر» في دعم ثورة الشعب نحو الديموقراطية والحرية. وأوضح ان الاجتماع حضره الشيخ عصام العطار (من «الأخوان المسلمين»)، والشيخ علي الصابوني (رابطة علماء المسلمين) والشيخ عدنان العرعور (سلفي) والشيخ صدر الدين البيانوني («اخوان») والشيخ سرور زين العابدين (من التيار السلفي المعتدل). في هذا الوقت اعلن امس كل من نواف البشير شيخ عشيرة البكارة السورية والنائب عماد غليون عضو مجلس الشعب عن حمص انضمامهما الى المعارضة. وصرح غليون، وهو اول نائب سوري يعلن انشقاقه، بان الكثيرين من اعضاء مجلس الشعب «مع دعم حراك الثورة الشعبية» لكنهم لا يستطيعون، اذ ان هناك قراراً بمنع سفر المسؤولين والنواب. فيما قال البشير انه عضو في «المجلس الوطني» وانه جاء الى تركيا من اجل تفعيل المعارضة والتنسيق مع الداخل. في هذا الوقت دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، خلال زيارة لابوظبي، مجلس الامن الدولي الى التعاطي مع الوضع في سورية «بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف»، مؤكداً «ان عدد القتلى وصل إلى مرحلة غير مقبولة لا يمكن لنا معها ان نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال». ووزعت روسيا أمس مشروع قرار جديد في شأن سورية في مجلس الأمن على أن يعقد المجلس بعد ظهر اليوم الثلثاء اجتماعاً على مستوى الخبراء لمناقشته. وقال الناطق باسم البعثة الالمانية ألكسندر أيبيرل إن «المندوب الألماني نائب السفير ميغل برغر طلب في جلسة أمس مناقشة الوضع في سورية والتعديلات المقترحة على نص مشروع القرار الروسي، فجاء الرد الروسي بأن مشروع قرار جديد طرح على المجلس منذ قليل وسيناقش غداً (اليوم) على مستوى الخبراء». وقال أيبيرل: «نريد إجراء مشاورات جدية في شأن مشروع القرار وسنرى ماذا قدم الروس في مشروعهم الجديد». وأشار الى أن ألمانيا «تدعم فكرة أن يقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية إحاطة الى مجلس الأمن حول مضمون تقرير بعثة المراقبين العرب». ميدانياً ذكر ناشطون إن مواجهات امس ادت الى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً معظمهم في حمص، بينهم طفلان وخمسة جنود منشقين قتلوا بينما كانوا يحاولون الفرار في ادلب، فيما نجح 15 من رفاقهم في الفرار. كما حصلت انشقاقات جديدة عن الجيش النظامي في دوما والزبداني والشيفونية في ريف دمشق. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن الجيش كان يقصف منذ صباح امس مدينة الزبداني، وتحدثت عن استهداف مسجد في المدينة التي يعتقد أن عناصر من «الجيش السوري الحر» منتشرون فيها أو حولها. وتزامن قصف الزبداني مع قصف مماثل على مضايا القريبة، ومع انفجارات وإطلاق نار كثيف في دوما بريف دمشق أيضاً. وأظهر فيديو وضع على مواقع المعارضة السورية منشقين عن الجيش السوري يقومون بدوريات في الزبداني. وفي حلب التي لم تشهد الى الآن تظاهرات حاشدة ضد النظام قامت قوات الامن باقتحام حرم الجامعة ليل الاحد -الاثنين لاعتقال طلاب قاموا بتنظيم اعتصام ضد النظام. وناشد أهالي حي بابا عمرو في حمص المجتمع الدولي التدخل بسرعة قبل هجوم مرتقب قالوا إن قوات الأمن تعد له. وأظهرت صور تم بثها على مواقع المعارضة على الانترنت تعرّض بيوت سكنية للقصف من قبل قوات والأمن في حيّ الإنشاءات.