طهران - أ ب، رويترز - قبل أسابيع من الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2 آذار (مارس) المقبل، صعّد المحافظون ضغوطهم على الرئيس محمود أحمدي نجاد، إذ أصدرت محكمة حكماً بسجن ابرز مستشاريه، علي أكبر جوانفكر، لاتهامه بإهانة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. وأفاد موقع «مشرق نيوز» المحافظ بصدور حكم بالسجن سنة واحدة ضد جوانفكر الذي يشغل أيضاً منصب مدير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وأضاف أن الأخير «مُنع من ممارسة أي نشاط إعلامي طيلة خمس سنوات، ومن عضوية أحزاب سياسية ومجموعات وهيئات». ولدى جوانفكر 20 يوماً لاستئناف الحكم الذي لم يذكر ما قاله الأخير عن خامنئي، واعتبرته المحكمة إهانة للمرشد. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) بأن محامي جانفكر اكد الحكم الذي أتى بعد شهرين على تفاديه اعتقاله في مكتبه، إثر حكم بسجنه سنة، بعد إدانته لنشره مقالاً اعتُبر «مسيئاً»، في شأن ارتداء التشادور. هاشمي رفسنجاني في غضون ذلك، أوردت صحيفة «شرق» المؤيدة للإصلاحيين أن وزارة الثقافة وافقت على نشر كتاب عنوانه «مجموعة 5+1»، يعتبر رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني «الداعم الأساسي» للاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009. وأضافت أن «الكتاب يقدّم (الإصلاحيين) مير حسين موسوي ومهدي كروبي ويوسف صانعي ومحمد موسوي خوئنيها ومحمد خاتمي، بوصفهم قادة فتنة 2009، ويحدد هاشمي رفسنجاني بصفته الشخصية (القائدة) للفتنة من وراء الكواليس». يتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط على رفسنجاني، إذ حُجب موقعه الإلكتروني ورجّحت «إيسنا» أن يكون خامنئي يدرس تعيين رئيس جديد ل «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، بدلاً منه، بعد نهاية ولاية أعضاء المجلس الحالي الشهر المقبل. وكان رفسنجاني أُقصي عن رئاسة «مجلس خبراء القيادة» الذي يختار المرشد ويراقب عمله، ويمكنه عزله نظرياً. على صعيد آخر، حذر إبراهيم درويش، نائب محافظ المصرف المركزي الإيراني، من أن السلطات الإيرانية «ستحاكم المتعاملين في السوق السوداء وستعتقل من يحملون عملات أجنبية، من دون إيصال» من المصارف، وذلك في محاولة لكبح التراجع القياسي في سعر صرف الريال في مقابل الدولار الأميركي. وقال: «امتلاك عملات أجنبية، من دون إيصال من منفذ رسمي، عمل غير قانوني وعقوبته غرامة تعادل مثلي المبلغ (المضبوط)». وأشارت مكاتب صرافة في إيران إلى أنها أوقفت بيع الدولار كلياً، لأن المصرف المركزي أمر بألا تبيع بسعر أعلى من 14 ألف ريال، فيما يبلغ سعر السوق نحو 18 ألفاً. اتهامات لقائد سابق في «الحرس» في غضون ذلك، انتقد 12 قائداً حالياً وسابقاً في «الحرس الثوري»، القائد السابق لبحرية «الحرس» الجنرال حسين علائي، بسبب مقال نشره قارن فيه بين المرحلة الأخيرة من حكم الشاه الراحل، والأحداث التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009، وموقف خامنئي منها. وعلائي مؤسس سلاح البحرية في «الحرس» عام 1685، وقاده خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، كما رأس «القوات المسلحة المشتركة» وهو عضو في اللجنة العلمية لجامعة الإمام الحسين، حيث يتدرّب الضباط الإيرانيون. وفي مقال نشرته صحيفة «إطلاعات» الأسبوع الماضي، استعاد علائي شرارة الثورة ضد الشاه، والتي اشعلها مقال نشرته «إطلاعات»، عنوانه «إيران: استعمار أحمر وأسود»، وقيل إن وزير الإعلام كتبه، هاجم فيه الإمام الخميني، إذ تساءل عن دوافعه للثورة على الشاه، كما اتهمه بخدمة قوى أجنبية. أثار المقال احتجاجات وتظاهرات في مدينة قم، في كانون الثاني (يناير) 1978، قمعها النظام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي مقاله، طرح علائي تساؤلات اعتبر أن الشاه قد يكون فكّر بها، بعد إسقاطه ونفيه، قائلاً بلسان الأخير: «لو أذنت للشعب بالتظاهر سلماً، ولم اتهمه بتحدي الحكومة، هل كانت القضية انتهت؟ لو لم آمر أجهزة الأمن بإطلاق النار على الناس، واتخذت تدابير لتهدئتهم، أما كان مصيري أفضل؟ لو أنني، بدل وضع (قيادات سياسية) في إقامة جبرية، ونفي آخرين، وسجن ناشطين سياسيين، فتحت حواراً معهم، هل كنت أُرغمت على الفرار من البلاد؟». واعتبر أن الديكتاتوريين الذين يعتقدون بأن من حقهم فرض سلطتهم على شعوبهم، لا يفكرون في تلك المسائل سوى بعد إرغامهم على الفرار، كما حصل مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وكتب علائي: «لو أن الحاكم السابق لإيران استمع إلى مطالب الشعب، وفتح حواراً معهم، بدل مغادرته البلاد بعد سنة، لاحتفظ بالسلطة». وأضاف: «لو أن الشاه، بدل اتهام المعارضين بالعمل ضد الأمن القومي، قَبِل المعارضة واعترف بشرعيتها وضمن حقوقها، ألم يكن بقي في السلطة مدة أطول؟». وأنهى علائي مقاله بالآية الكريمة: «فاعتبروا يا أوّلي الأبصار». واعتبر محافظون أن علائي ينتقد بذلك قرارات خامنئي بعد انتخابات الرئاسة 2009، وقمع الحركة الخضراء، إضافة إلى وضع زعيمي المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي ومهدي كروبي، في إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) الماضي. ووجّه 12 من القادة الحاليين والسابقين في «الحرس الثوري»، رسالة مفتوحة إلى علائي، اتهموه فيها بإهانة النظام، معتبرين أنه بات عميلاً ل «أعداء» إيران. كما تظاهر متشددون الأحد أمام منزل علائي، مرددين شعارات مناوئة له، بينها «استيقظ يا قائد» و«علائي، عار عليك».