باريس - أ ف ب (خدمة دنيا) - للمرة الأولى، أظهرت دراسة نشرت أخيراً أن الطيور والفراشات الأوروبية تتأقلم مع التغيّر المناخي وارتفاع حرارة الأرض، بالانتقال إلى الشمال. لكن حركة نزوحها ليست سريعة بما يكفي لمواجهة سرعة ارتفاع درجات الحرارة المتوسطة. وأشارت دراسة مماثلة نشرتها مجلة «نايتشر كلايمت تشاينج» البريطانية، إلى أن ارتفاع حرارة الأرض يؤثر بشكل ملحوظ في النباتات التي تعيش في المرتفعات الجبلية في كل أنحاء القارة الأوروبية. وأوضحت الدراسة التي أعدها عالم الأحياء الفرنسي فينسان دوفكتور من مركز مونبيلييه للأبحاث العلمية، أن درجات الحرارة المتوسطة في أوروبا ارتفعت بمعدل درجة مئوية واحدة في غضون 19 سنة (1990-2008). وبما أن النظام الغذائي لدى الحيوانات واستراتيجياتها الخاصة بالنزوح وبيئاتها الطبيعية تعتمد كثيراً على المناخ في معظم الأحيان، فإن ارتفاع حرارة الأرض يخلف تداعيات كبيرة على أنواع حيوانية عدة. وفي محاولة للتأقلم مع التغيّر المناخي، نقلت الفراشات بيئتها الطبيعية إلى الشمال وكذلك فعلت الطيور. وجاء في بيان ل «المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي» أن هذا النزوح «يبيّن كيف يعيد التغيّر المناخي تنظيم الحياة البرية في أوروبا في شكل كبير وبوتيرة سريعة». وأشارت الدراسة إلى تأثير التغيّر المناخي على 9490 جماعة من الطيور و2130 جماعة من الفراشات في بلدان مختلفة (فرنسا وبريطانيا واسبانيا وهولندا والسويد وفنلندا وتشيكيا). واستند الباحثون إلى بيانات جمعها متخصصون متطوعون في مجال العلوم الطبيعية من شبكات مختلفة بعدما أمضوا أكثر من مليون ونصف مليون ساعة في الميدان لفترة تتخطى العشرين سنة لإحصاء الفراشات والطيور. ويبدو أن الميل نفسه موجود لدى النباتات التي تعيش في المرتفعات والتي تجد صعوبة أكثر من الحيوانات في التأقلم مع التغيّر المناخي بشكل جيد وسريع، بحسب دراسة أعدتها أكاديمية العلوم النمسوية وجامعة فيينا. وفي العامين 2001 و2008، قام فريق من علماء النبات من ثلاثة عشر بلداً بتحليل 867 عينة من النباتات مأخوذة من ستين قمة أوروبية. وخلص إلى أنه على صعيد القارة الأوروبية كلها، تتراجع النباتات التقليدية التي تعيش في المرتفعات الجبلية الباردة لتحل محلها نباتات تعيش في المناطق الأكثر دفئاً.