قالت دراسة مناخية نشرت نتائجها فى لندن اليوم ان منطقة بلدان البحر الابيض المتوسط وجبال أوروبا ستكونان الاكثر تضررا من التغييرات المناخية التى من المتوقع أن تؤثر على الموارد الطبيعية فى تلك القارة فى القرن الجارى0 واعتبرت الدراسة التى نشرتها دورية علوم أن التغيير المناخى يشكل تهديدا جديا غير انها وجدت ايضا أن بعض التيارات المتغيرة قد تحمل تداعيات ايجابية0 واستخدمت برامج على الكومبيوتر لاجراء تحقيق حول تأثير العوامل الرئيسية على التغير العام فى أوربا وتشمل التغيير المناخى واستعمال الارض والعوامل الاجتماعية والاقتصادية0 وتناولت الدراسة تأثير التغييرات على خصوبة الارض وعلى توافر المياه التى قد تحدث مع التغييرات المناخية وتفاعل الانسان معها عبر تغيير استعمالات الارض أو الانتقال الى أماكن جديدة على سبيل المثال0 وبرزت منطقة البحر المتوسط من بين كافة المناطق الاوروبية كأكثر المناطق هشاشة بالنسبة للتغييرات التى قد تحصل على الصعيد العام والتى يتوقع أن تحدث خلال القرن الجارى0 وأن كثير من التأثيرات ترتبط بارتفاع درجات الحرارة وتدنى نسبة سقوط الامطار0 كما تشمل هذه التأثيرات النقص فى المياه وتزايد خطر حرائق الغابات وخسائر فى القدرة الزراعية للاراضى0 واوضح متخصص من جامعة هارفارد دغمار شروتر خلال حديثه ل بى بى سى انه اذا ما ازدادت نسبة الجفاف سيزداد خطر حرائق الغابات كما ستنخفض حصة المياه للشخص الواحد فى تلك المناطق وان المناطق الجبلية أيضا تبدو هشة جدا بسبب ازدياد ارتفاع الثلج والتغييرات فى سير الانهر0 وقال شروتر انه فى فصل الشتاء ستنهمر الامطار بدلا من الثلوج وبالتالى سيتغير كامل النظام الطبيعى بحيث ترتفع نسبة حدوث الفيضانات فى الشتاء والربيع0 وأضاف/ ستتدنى نسبة المياه فى الربيع لان المياه المخزونة فى الغطاء الثلجى لم تعد موجودة / معتبرا أن تلك التغييرات قد تؤثر بشكل جدى على موسم التزلج وعلى المعامل التى تولد الكهرباء من القوة المائية0 واشارت الدراسة الى بعض التأثيرات الايجابية المحتملة والتى تشمل تزايد الغابات وامتدادها بسبب انخفاض الطلب على الاراضى الزراعية0 كما أن الغابات قد تمتص نسبة أكبر من غاز ثانى أوكسيد الكربون من الجو0 الا أنه وفى النصف الثانى من القرن الحالى ستتراجع تلك التأثيرات الايجابية بفعل زيادة درجات الحرارة0 وقال شروتر أن درجات الحرارة فى منتصف القرن ستصبح مرتفعة جدا بحيث أن الارض ستبدأ بافراز ثانى أكسيد الكربون بدلا من امتصاصه وتتحول بالتالى الى مورد اضافى لظاهرة الانحباس الحرارى0 واضاف ان أماكن أخرى فى العالم ستتأثر بشكل أسوأ بكثير من أوروبا بالتغييرات المناخية0 وخلصت الدراسة الى أن تدخل صانعى السياسة مطلوب بقوة اذا ما كانت الدول الاوربية تريد تطوير استراتيجيات فاعلة للتكيف مع هذه التغييرات0 // انتهى // 1314 ت م