من هم المتنافسون على الترشيح عن الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية في أول ثلثاء من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أو 6/11/2012؟ هم المتذبذب ميت رومني، حاكم مساتشوستس السابق، الذي يغيّر سياسته كما يغيّر جواربه لتناسب الجمهور الذي يخاطبه، والمصابان بجنون العظمة هيرمان كين ونيوت غينغريتش، وهذا الأخير ليكودي انتهازي من المحافظين الجدد، والجهلة كين مرة أخرى وميشيل باكمان وحاكم تكساس ريك بيري، والمتمرد رون بول، وهو طبيب. وبعض هؤلاء انسحب، وبعضهم سيتبعه قريباً. ما نسي باراك أوباما مما تعلم في الجامعة واكتسب من خبرة في الحياة العملية يزيد أضعافاً على ما يعرف المرشحون الجمهوريون مجتمعين. ويبقى أن نرى إذا كانت آلة الانتخابات الجمهورية والميديا الإسرائيلية الهوى ستستطيع أن تخدع الناخب الأميركي في تشرين الثاني. رومني اختار عشية الانتخابات أن يقول:» أحب أن اكون قادراً على أن أطرد الناس من عملهم». وكان يتحدث من منطلق خبرته كرئيس شركة استثمار اشترت شركات وباعتها وطردت موظفين، إلا أن كلامه مع خلفية الأزمة المالية الخانقة أثار الناس عليه، ومع ذلك بقي مرشح قيادة الحزب والأفضل بالمقارنة بالآخرين، ففاز بنسبة 39,4 في المئة، وتراجع الآخرون. يبقى رون بول مرشحي الجمهوري المفضل، وقد ارتفعت أسهمه عندي بعد أن مسح الأرض بغينغريتش في المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين المتنافسين. وكانت المذيعة المشهورة ديان سوير، التي أدارت المناظرة، سألت رون بول هل لا يزال عند وصفه غينغريتش بأنه «صقر دجاجة»، ورد بول أن الذين يتهربون من الخدمة العسكرية، ويؤخرون تجنيدهم ثلاث مرات أو أربعاً لا حق لهم في إرسال أبناء الأميركيين إلى الحرب، وأضاف:»أنا ضد الحرب ولكن عندما دعيت إلى الجندية خدمت». وتحدث رون بول بعد ذلك عن فظائع حروب بوش الابن من أفغانستان إلى العراق وألوف القتلى من شباب أميركا، وعشرات ألوف المعاقين، ورد غينغريتش أنه لم يطلب تأخير خدمته العسكرية، غير أنه كان متزوجاً وعنده طفل. وقاطعه رون بول: عندما دعيت إلى الجندية كنت متزوجاً ولي ولدان إلا أنني خدمت. وضاعت احتجاجات غينغريتش وسط تصفيق الحاضرين لرون بول وهتافهم ضد غينغريتش. آخر أخبار غينغريتش هي أن البليونير شيلدون ادلسون، وهو مالك كازينوات قمار في لاس فيغاس، تبرع بخمسة ملايين دولار لحملته، فهما صديقان ويشتركان في تأييد إسرائيل. وكان غينغريتش اختار لنفسه موقعاً بين المحافظين الجدد بعد أن نبذه حزبه في أواخر التسعينات، وإدلسون يهودي أميركي يؤيد إسرائيل بكل جرائمها واحتلالها، وأكثر تبرعاته لجماعات يهودية محلية أو لها علاقة بإسرائيل. طبعاً إسرائيل دولة «مخترعة» (وهي كلمة غينغريتش عن الشعب الفلسطيني) ولا آثار لها في بلادنا، وأنبياؤها كذبة تجمعهم خرافات توراتية. وأقول للقراء العرب إن المحكمة الأميركية العليا، وفيها الآن غلبة للقضاة اليمينيين المحافظين بفضل تعيينات جورح بوش الابن، ألغت السنة الماضية قانوناً يجعل تبرع الأفراد للمرشحين بخمسة آلاف دولار كحد أعلى ما مكن إدلسون من تقديم خمسة ملايين دولار إلى لجنة عمل سياسي تساند غينغريتش قرأت أنها خصصت 3,4 مليون دولار للدعايات الانتخابية في ولاية ساوث كارولينا حيث تجرى الانتخابات التمهيدية في 21 من هذا الشهر. إذا سارت الانتخابات التمهيدية كما رأينا في ايوا ونيوهامبشر فقد لا يحتاج ميت رومني أن ينتظر حتى «السوبر ثلثاء» في 6/3/2012 لضمان ترشيح الحزب الجمهوري له في وجه باراك أوباما. في غضون ذلك أعد القراء بأن أعود اليهم بمقال عن «الصقر الدجاجة»، فأكثر أنصار إسرائيل من دعاة الحروب تهربوا من الخدمة العسكرية، ثم أرسلوا شباب أميركا إلى الموت في حروب غير ضرورية ولا يمكن الفوز بها، كما قال رون بول. [email protected]