تامبا (فلوريدا) - أ ف ب - حاول المرشح الساعي إلى تسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني الإمساك مجدداً بزمام المبادرة في مواجهة منافسه نيوت غينغريتش الفائز في جولة الانتخابات التمهيدية الأخيرة، متهما إياه بالتعامل مع مجموعة ضغط (لوبي)، وذلك خلال مناظرة تلفزيونية في تامبا في ولاية فلوريدا. وقال رومني عند بدء المناظرة: «لا أعتقد أننا سنتمكن من استعادة البيت الأبيض إذا كان الشخص الذي يقود حزبنا هو نفسه الذي عمل لمصلحة رئيس مجموعة الضغط فريدي ماك». وغينغريتش المرشح المحافظ سبق أن اتهم عدة مرات خلال الحملة بأنه تقاضى 1,6 مليون دولار من فريدي ماك. ويؤكد الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي أنه لم يقم سوى بتقديم «استشارات استراتيجية» للشركة، ونشر الاثنين عقداً وقعه مع عملاق التمويل العقاري والذي كان جزئياً وراء الأزمة من 2007 إلى 2008. وقال رومني: «قلت إنك عملت لدى فريدي ماك بصفة مؤرخ، لكن هذا العقد لا يثبت أنك كنت مؤرخاً، لقد كنت مستشاراً، وتم توظيفك من قبل رئيس مجموعات الضغط فريدي ماك». ورد غينغريتش: «لم أقم أبداً بنشاطات لمجموعات الضغط. لا شيء في هذا العقد يتطرق إلى نشاط ممارسة ضغط». وأضاف: «الواقع هو أنني قدمت استشارات استراتيجية على أساس خبراتي كمؤرخ». وتابع: «لن أمضي سهرتي في محاولة رفض كل الاتهامات الخاطئة من قبل الحاكم رومني. إن الأميركيين يستحقون مناظرة حول طريقة هزم (الرئيس) باراك أوباما» المرشح لولاية ثانية. وغينغريتش الذي أحيا آماله الفوز الساحق الذي حققه السبت في ساوث كارولاينا (جنوب شرق) بدا بثقة أسبوع الحملة في فلوريدا قبل جولة الانتخابات التمهيدية التي ستجرى هناك في 31 الشهر الجاري، وهي إحدى محطات العملية الطويلة الهادفة إلى تسمية المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وفي استطلاعات الرأي، عزز غينغريتش مواقعه الاثنين وتقدم في استطلاعي رأي أجريا الأحد في فلوريدا. وأشار معهد «راسموسن» إلى أن غينغريتش نال 41 في المئة من نوايا التصويت مقابل 32 في المئة لميت رومني. أما معهد «انسايدر ادفانتدج» فأشار إلى فارق أقل بين المرشحين إذ نال غينغريتش 34 في المئة ورومني 26 في المئة. من جهة أخرى، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أن ميت رومني نشر الثلثاء وثيقة ضرائبه التي تؤكد وضعه كثري. وأوردت الصحيفة التي أرسل إليها المرشح وثائقه الضرائبية أن رومني الذي جمع ثروة حين كان رئيساً لصندوق استثمار، أعلن أن عائداته بلغت 21,7 مليون دولار لعام 2010 و20,9 مليون لعام 2011. وبالنسبة إلى السياسة الخارجية فإن رومني أعلن خلال المناظرة أنه سيعتبر قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بمثابة «عمل حرب» في حال حصول ذلك. وقال: «من الضروري أن يكون لعسكريينا وبحريتنا طرقات بحرية مفتوحة»، مضيفاً: «بالتأكيد سيكون ذلك عمل حرب» إذا قامت إيران بتنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 35 في المئة من النفط العالمي. والمرشحان الآخران لنيل تسمية الحزب الجمهوري: المسيحي المحافظ ريك سانتوروم والانعزالي رون بول اللذان حققا نتائج جيدة في أول ثلاث انتخابات تمهيدية، حاولا أيضاً القيام بمداخلات في هذه المناظرة التي هيمن عليها المرشحان الأوفر حظاً. وسانتوروم الفائز في انتخابات أيوا (وسط) قدم نفسه على أنه المرشح الثالث في السباق لنيل تسمية الحزب. وقال: «الفكرة القائلة بأن السباق يجري بين شخصين، كانت رائجة على مدى ثمانية أشهر لكنها كانت خاطئة طوال تلك الفترة». وقال بول إنه لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية من دون تسمية الحزب الجمهوري مستبعداً بذلك احتمال أن يطلق حزبه الخاص. ولمح رون بول المؤيد لعدم التدخل الأميركي، إلى أنه قد يدعم غينغريتش في حال عدم حصول ذلك. وقال: «إذا تمكنت من تغيير رأيه بالنسبة إلى السياسة الخارجية، فيمكننا حينئذ بحث الأمر».