أحياناً نتابع بعض الشخصيات الرياضية بالكثير من التقدير والاحترام، حتى أننا نبادر لدعم مجهوداتها بل ونتبنى بعض الأفكار التي تطرحها، على اعتبار أنها شخصيات مستقلة لا تبحث عن منفعة خاصة بقدر سعيها الدائم لإصلاح الأخطاء وفرض التغيير نحو الأفضل.. ومن هذه الشخصيات الدكتور حافظ المدلج بمناصبه المتعددة ونشاطه المتشعب، ومن يلتقي هذا الرجل يدرك أنه أمام مسؤول من أجمل الناس خلقاً وخلقة، من خلال تعامله الراقي وأفكاره النيرة، وحقيقة كنت معجباً بشخصية المدلج وأحد المدافعين عنه لدرجة أنني كنت أحسم الشك في الخلاف حوله لمصلحته، على اعتبار أن لدى هذا الرجل مشروعاً يستحق الدعم.. هذه الصورة كانت قبل عام «النكبات» 2011 الذي عصف بالرؤوس وغيّر الموازين، بل وجعلنا نعيد التفكير بكل ما حولنا، ومن ضمن ما حولنا الدكتور حافظ الذي بات يستعجل السقوط بطريقة لا نتمناها من خلال تصريحات متناقضة وآراء غريبة تجعلنا نضع تحت اسمه ألف خط وأمامه مثلها من علامات الاستفهام! الدكتور المدلج مع الأسف بدأ يضيق ذرعاً بالنقد ولا يحتمل مجرد كلمة ضده، حتى أنه فرض أخيراً معايير لتقبل النقد، ومنها أنه يرفض النقد من الصحافيين الشبان الذين لا يمتلكون «شوارب» بحجة عدم الخبرة، ما يعني أن الدكتور لا يستمع إلا إلى «المشوربين» من أمثال عبدالله جار الله المالكي ومحمد العبدي وصالح الطريقي وفي هذا تضييق على حرية الرأي! شخصياً ابتعدت عن الكتابة خلال الشهرين الأخيرين للتفرغ لتربية شنبي وزيادة كثافته حتى أصبح الآن وبحمد الله يقف عليه الطير ومطابقاً لمواصفات الناقد المحددة من قبل هيئة دوري المحترفين، ولذلك فلا عذر للمدلج وعليه أن يستمع إلى انتقاداتي «المشوربة»! الدكتور طالب كثيراً بالتعاقد مع شركة عالمية لنقل مباريات الدوري السعودي، مؤكداً أن هذا الأمر مهم لتسويق المباريات، وبعدما تم التعاقد مع شركة الخبير الرياضي وفق اشتراطات ومعايير معينة جاءت النتيجة فوراً بفشل هذه الشركة حتى الآن بتقديم ما يفوق النقل السابق، وكان من الأجدر بالمدلج أن ينتقد هذا المتعهد ويطالب بفرض غرامة تأخير يومية على الشركة التي لم تضرب على يدها لأخذ المناقصة، غير أنه مازال يدافع بمناسبة ومن دون مناسبة عن هذا «العك»، مطالباً بمنح هذه الشركة الفرصة، مع أننا لم نتعاقد مع هذا الخبير ليتعلم الحلاقة في رؤوسنا فالعقد شريعة المتعاقدين.. حادثة أخرى حيث انبرى المدلج وهو المسؤول في هيئة دوري المحترفين للدفاع عن الشركة المزودة للبوابات الإلكترونية في الملاعب مع أنها تسببت في تأخير تركيب البوابات والإضرار بخطة عمل الهيئة، وكان من المفترض أن يفرض المدلج غرامة تأخير على الشركة لا أن يظهر بطريقة غريبة للدفاع بعبارات على نحو «كلنا عيال قريّة»، وربما تكون للدكتور حسابات أخرى لا نعلمها، ولكن هذا لا يبرر الصمت أمام ضرر أصاب هيئته.. ولست هنا لأتصيد أخطاء الرجل وما أكثرها منذ اجتماعات الاتحاد الآسيوي وملفات النقل التلفزيوني والشركات الراعية، ولكن يبقى المهم أن تصله الرسالة واضحة ليعمل على معالجة سلبياته التي بدأت تعيده خطوات إلى الوراء وهو أمر لا نتمناه، خاصة أن ظهور المسؤولين في هيئة دوري المحترفين بصورة لائقة «بشنب أو بدون» يساعد كثيراً على تعاون الجميع معهم نحو إكمال خطة التطوير والقضاء على السلبيات الحالية. [email protected]