في المنافسات المحلية، وفي دوري زين للمحترفين، هناك تغيير مهم في مراكز القوى بين هذا الموسم، والموسم الماضي، فالشباب صاحب المركز الرابع في الموسم الماضي يتصدر حالياً الدوري وبقوة، وهو على وشك بأن ينهي الموسم من دون أية خسارة، فأمام الشباب أربع مباريات ليعلن نفسه بطلاً لدوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، وعلى رغم ان الشباب بطل في مراحل كثيرة، وسبق له أن هيمن على البطولات لثلاثة مواسم متتالية، إلا انه الآن يعلن نفسه متصدراً للدوري، لكنه بفارق غير مريح، ومراكز القوى التي كان يتربع عليها فريقان في السنوات الأخيرة باتت اليوم بعيدة نوعاً ما، الهلال ومعدومة تماماً عن الاتحاد الذي يقبع في مراكز الوسط على بعد خطوات من النهاية. اما فريق الهلال فإنه نظرياً يمكن ان يتقدم من الخلف الى المركز الأول، لكن كل ما يحتاجه الهلال لكي يكون بطلاً كما عود أنصاره (فزعة البقية)، كونه لا يملك هذا الأمر، فهو يحتاج الى مساعدة من الآخرين لأنه لن يلعب مع البطل المنتظر الشباب، كما انه لن يلعب مع الأهلي المطارد الشرس للشباب، لكن المراقبين والمتابعين يؤكدون أن البطولة هذا الموسم لن تخرج من الشباب او الأهلي وبانتظار مباراة الحسم الأخيرة بين الفريقين في نهاية الدوري. وإن حدث هذا كما هو متوقع فإن التأكيدات على ان مراكز القوى اصبحت تتداول، وفي ذلك دروس معتبرة يجب أخذها في الحسبان، فانطلاقة البطل في دوري «زين» تكون من اللحظات الأولى كما فعل الشباب والأهلي، فهما الفريقان اللذان لم يتنازلا عن هذا الحق حتى هذه اللحظة، فهما في الوقت الراهن يلعبان مباريات كؤوس لا يوجد فيها تعادل، انما تعتمد على الكسب ولا غيره. وهذه هي مراكز القوى بين فرق عدة، ويبدو أننا سنعيش تحت هذا النهج، فقد يلحظ المتابع أن فرق مراكز القوى في الدوري اصبحت معروفة، وربما قد يتجرأ أي محلل رياضي، ليعلن من سيتنافس على الدوري في الموسم المقبل، وقد يحصر المنافسة بين فريقين او ثلاثة، وعندما كانت المنافسة في السابق بين فريقين هذا الموسم كانت بين أربعة (الشباب والأهلي والهلال والاتفاق)، الى ان ضاقت المنافسة مع الدورات الأخيرة وهو أمر طبيعي. ولعل مثل هذا الأمر كان نتاج عمل جبار من الأندية التي تنافس على البطولة، ولن نستغرب المنافسة، لأن هذه الأندية جاهزة بل وواضح أنها تنافس، لكن المقلق بأن هناك أندية ما زالت تعتقد ان بمقدورها المنافسة، وتعلن ذلك بكل بساطة، وعندما تبدأ المباريات تتراجع من موسم الى آخر، وليس لدى هذه الأندية أي حلول سوى طرد مدرب والإتيان بآخر، وهم يدركون أن الخلل فيهم، لكنهم لا يجيدون حق التصرف وفق المعطيات التي وجدنا فيها أندية لدينا قد تختفي لكن سرعان ما تعود. [email protected]