كشف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم حاجة أكثر من 45 مليون شخص في الوطن العربي إلى المياه النظيفة وافتقارهم إلى الخدمات الصحية المأمونة، مؤكداً أن الماء وندرته أضحى الهاجس الأكبر للدول العربية خصوصاً، والعالم عامة. وقال في المؤتمرِ الهندسيِ العربيِ 26 «الموارد المائية في الوطن العربي» المنطلقة أعماله أمس السبت في جدة: «بالنظر إلى حاجات الفرد من المياه في أغراضه الأساسية في العالم العربي، يوجد أكثر من 45 مليون شخص لا زالوا يفتقرون إلى مياه نظيفة أو خدمات صحية مأمونة». وأوضح أنه على رغم من أن دول المنطقة التي يُمثِّل سكانُها قرابة الخمسة في المئة من إجماليِّ سكانِ العالم، لا يتوفر فيها سوى واحد في المئة من المصادر المائية العذبة المتجددة، الأمر الذي أدى إلى أن تتربع المنطقة العربية في المرتبة الأخيرة من حيث توافر المياه العذبة للفرد مقارنةً بالمناطق الأخرى في العالم. وأضاف: «إن ما تقدم يُشيرُ بجلاءٍ إلى حدَّة الشُح المائيِ وموارده في الوطنِ العربي، مما حدا بعدد من البلدانِ العربية إلى الاعتماد على صناعةِ تحلية المياهِ لتلبية معظم حاجاتها للأغراض المدنية، الأمر الذي بدوره جعلها تتسابق إلى بناء قدرات تحلية حتى وصلت تلك القدرات إلى ما يربو عن 50 في المئة عالمياً، على رغم من الفرق الشاسع في عدد سكانها مقارنة ببقية دول العالم». وعلى صعيد جهود السعودية في هذا الصدد، أفاد البراهيم أنها بذلت الكثير في مجالِ تحلية المياه لمواجهة الطلبِ على المياه للأغراضِ المدنيةِ، إذ نفَّذَت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة -على مدى تاريخِها العريقِ الذي يربو عن 40 عاماً- العديدَ من مشاريعِ إنتاجِ الماء والكهرباء، حتى أضحى لدى المملكة اليوم 27 محطةً عاملةً بإنتاج يزيد على ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً من المياه المحلاة «وهو ما يمثل أكثر من 50 في المئة من حاجات مياه الشرب في البلاد، ويمثل قرابة 18 في المئة من الإنتاج العالميِّ للمياه المحلاة، الأمر الذي جعلها في صدارة الريادة كأكبرِ منتجٍ للمياه المحلاة في العالم». وأشار آل إبراهيم، في نهاية حديثه في المؤتمر أن ما تم الحديث عنه لم يعدو إلا تاريخاً وواقعاً، أما المستقبل فإنه يزخر بمشاريع عملاقةٍ، إذ يتوقع عمل مشروع «رأس الخيرِ» على الخليج العربيِّ بطاقةٍ قدرها 1,025.000 متر مكعب من الماء في اليوم و2,400 ميجاوات من الكهرباء مما سيجعل منه أكبر مشروعٍ من نوعه في العالم، إضافة إلى مشروعِ ينبع (المرحلة الثالثة) الذي سيؤمِّن طاقةً إنتاجيةً إضافية بمقدار 550,000 متر مكعب من الماء في اليوم و2,500 ميجاوات من الكهرباء، وغيرهما الكثير من النماذج لمشاريع إنتاج المياه المحلاَّة تزامن معه مشاريع عدّة لنقلِ المياه المحلاَّة في شبكة من السواحل إلى المدن الداخلية بأطوالٍ تربو عن 4100 كيلومتر.