أكد وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ووزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين أن تحدي المياه أصبح من أكبر وأهم التحديات التي تواجه دول العالم، موجهين الدعوة للجميع بلا استثناء للتعاون مع الجهات المسؤولة لترشيد الاستهلاك كي لا يذهب ما يبذل في سبيلها من مال وجهد سدى ومؤكدين ضرورة تعاون المواطنين مع كل الجهات المسؤولة لترشيد استهلاك المياه. كما أكد الدكتور عبد الرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن المملكة بذلت جهوداً كبيرة في مجال تحلية المياه لمواجهة الطلب على المياه للأغراض المدنية، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية في صدارة الريادة كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم. جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرين (الموارد المائية في الوطن العربي) في فندق هيلتون جدة بحضور عدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في مقدمتهم وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين ألقى الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كلمة أكد فيها الدعم والتشجيع الذي يجده القطاع الهندسي والمياه ومشروعات البنية التحتية للخدمات الهندسية والمهندسين في المملكة من قبل الحكومة، مضيفا أن ذلك يأتي تأكيدا منها على الدور الكبير الذي يقوم به مهندسو المملكة نحو خدمة دينهم ووطنهم وقيادتهم في شتى المجالات، كما يعطي دلالة واضحة على المكانة العالية التي تحظى بها الهيئة السعودية للمهندسين بصفة خاصة، قائلاً: إننا لن ندع أمراً فيه مصلحة للوطن والمواطن إلا وأوليناه كل عنايتنا بما يتفق مع عقيدتنا أولا ثم أخلاقنا وبما يحقق التوازن بين كميات المياه المتوافرة وزيادة الطلب على المياه ضمانا لتوفير احتياجات الأجيال القادمة، حيث إن أزمة المياه أصبحت قضية البيئة الأولى وهو الأمر الذي أكده تقرير صادر عن الأممالمتحدة بأنه بحلول عام 2025 سيكون هناك تهديد قوي للعديد من سكان العالم بنقص في المياه ومصادرها الجوفية، وأن الماء أصبح ثروة محدودة الكمية وسكان العالم في تزايد غير محدود وموارده الطبيعية في تناقص مستمر ومقلق لعدم تجددها. من جهته تحدث المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء أنه لا يزال موضوع شح المياه الحالي والمستقبلي يحتل الهاجس الأكبر للعالم, حيث أشارت تقارير عدة معنية بقطاع المياه إلى الأهمية المتزايدة لمشكلة ندرة المياه في كل أنحاء العالم. وأشار الحصين إلى أن نسبة تزايد أعداد السكان تنذر بالمزيد من الصعوبات لغياب المصدر المائي في كثير من جوانبه, وأسبابه كثيرة وعلى رأسها التلوث. كما أوضح الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن المؤتمر جاء في وقت أضحى موضوع الماءِ وندرته الهاجِسَ الأكبرَ لدول العالم العربي خاصة، ودول العالم عامة؛ هذه الدول العربية التي يُمثِّل سكانُها قُرابةَ (5%) من إجمالي سكانِ العالم، في حين لا يتوافر فيها سوى (1%) من المصادر المائية العذبة المتجددة؛ الأمر الذي أدى إلى أن تتربعَ المنطقةَ العربيةَ في المرتبة الأخيرة من حيث توافر المياه العذبةِ للفردِ مقارنةً بالمناطق الأخرى في العالم. وأضاف قائلاً: ولو نظرنا إلى احتياجاتِ الفردِ من المياه في أغراضهِ الأساسيةِ، لوجدنا أكثر من 45 مليون شخص في العالم العربي لا زالوا يفتقرون إلى مياه نظيفة أو خدمات صحية مأمونة. ما تقدم يُشيرُ بجلاءٍ إلى حِدَّةِ الشُحِ المائيِّ ومواردهِ في الوطنِ العربي. وتابع قوله: لقد حدا شُحُّ المواردِ المائيةِ بعدد من البلادِ العربيةِ إلى الاعتماد على صناعةِ تحليةِ المياهِ لتلبيةِ معظمِ احتياجاتِها للأغراض المدنية. هذا الأمر، جعل البلادَ العربيةَ تتسابقُ إلى بناءِ قدراتِ تحليةٍ حتى وصلت تلك القدرات إلى ما يربو على 50% عالمياً، على الرغم من أن عدد سكانها يصل إلى 5% من إجمالي سُكان العالم. وقد نفَّذَت المؤسسةُ العامةُ لتحليةِ المياهِ المالحةِ على مدى تاريخِها العريقِ الذي يربو على 40 عاماً العديدَ من مشروعات إنتاج الماءِ والكهرباءِ، حتى أضحى لدى المملكةِ اليومَ (27) محطةً عاملةً بإنتاج يزيد على (3) مليون متر مكعب يومياً من المياه المحلاة. وهو ما يمثل أكثر من 50% من احتياجاتِ مياهِ الشربِ في المملكةِ، ويمثل قرابة 18% من الإنتاج العالميِّ للمياهِ المحلاة ما جعلَ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ في صدارةِ الريادةِ كأكبرِ منتجٍ للمياهِ المحلاةِ في العالم. وأضاف: وما تحدثنا عنه لم يعد إلا أن يكونَ تاريخاً وواقعاً، أما المستقبل فإنه يزخر بمشروعات عملاقةٍ، حيث مشروعِ رأس الخيرِ على الخليجِ العربيِّ بطاقةٍ قدرها 1.025.000 متر مكعب من الماء في اليوم و2.400 ميجاوات من الكهرباء مما سيجعل مشروعَ رأس الخيرِ أكبرَ مشروعٍ من نوعه في العالم، ومشروعِ ينبع المرحلة الثالثة الذي سوف يؤمِّن طاقةً إنتاجيةً إضافية بمقدار 550.000 متر مكعب من الماء في اليوم و2.500 ميجاوات من الكهرباء، وغيرهما الكثير. ما سلف من نماذج لمشروعات إنتاج المياهِ المحلاَّة تزامنَ معه مشروعات متعدّدة لنقلِ المياهِ المحلاَّةِ، في شبكة من السواحل إلى المدن الداخلية بأطوالٍ تربو على (4100) كم.