انعكست الاضطرابات السياسية والتظاهرات التي تشهدها سورية منذ آذار (مارس) الماضي، وارتفاع أسعار الأعلاف، سلباً على سوق الأغنام في السعودية، خصوصاً أغنام «النعيمي» و «النجدي»، وتجاوزت أسعار المتوافر منها حاجز ال 2500 ريال (666 دولاراً) للرأس الواحد، وفق ما أفاد به عدد من تجار الأغنام الى «الحياة». وأكد التجار ان المتوافر من «النعيمي» في سوق الأغنام في الرياض خلال اليوم الواحد لا يتجاوز 120 رأساً، في مقابل أكثر من الفي رأس يومياً في السابق، لافتين الى أن نوعي «السواكن» و «البربري» متوافران بشكل كبير. وقال تاجر الأغنام مخلف العنزي: «هناك أسباب عدة تسببت في هذا الشح، من أهمها توقف تصدير النعيمي من سورية عقب اندلاع الأزمة فيها، إذ كانت تصدر كل ستة شهور كميات كبيرة إلى الأسواق، إضافة إلى أن الأردن لم يعد يلبي الطلب بالتصدير». وأوضح ان هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الوضع، منها ارتفاع أسعار البرسيم، إذ زاد سعر الحزمة من 12 ريالاً إلى 25 ريالاً، اضافة الى تذبذب أسعار الشعير. وشرح أن كثيراً من التجار يحجمون عن تربية أغنام «النعيمي» و «النجدي» بسبب ارتفاع كلفة تربيتها، وحاجتها إلى وقت طويل للإنجاب، مشيراً إلى أن بعض المربين اتجهوا إلى بيع المنتج منها للذبح على رغم منعه. ولفت العنزي إلى أن السوق السعودية بدأت تشهد توافر أغنام إيرانية تدخل من طريق الكويت، لكنها غير مرغوبة من المستهلكين وتتراوح أسعارها ما بين 1200 ريال و1300، لافتاً إلى أن «السواكن» المستوردة حديثاً لا يتجاوز سعرها 450 ريالاً، فيما يبلغ سعر «السواكن» المربى من ستة أشهر نحو ألف ريال للرأس. ووصف تاجر الأغنام محمد بن علي، وضع سوق الأغنام في المملكة بأنه غير مطمئن، مؤكداً ان نوعي «النعيمي» و «النجدي» أصبحا نادرين وأسعارهما مرتفعة كثيراً، مشيراً إلى أن الأغنام الأفريقية متوافرة. وقال: «هناك عوامل كثيرة ساهمت في عدم توافر النعيمي والنجدي في السوق، من أهمها وقف تصدير الأغنام من سورية». ولفت إلى أن هناك شركات كبيرة كانت تهتم بتربية «النعيمي» و «النجدي»، ومع ارتفاع الأسعار وزيادة كلفة تربيتها اتجهت إلى تصفية هذا الاستثمار بسبب ارتفاع حجم الخسائر. واعتبر ابن علي، أنه لا مبرر للارتفاع الحاصل في أسعار المواشي، خصوصاً أن مخزون الشعير والاعلاف متوافر بشكل كبير. وأيد تاجر الأغنام والشعير عبدالله التويجري الرأيين السابقين، وأكد أن سوق الأغنام في المملكة تشهد أزمات في الأسعار من وقت إلى آخر، يضاف اليها حالياً الشح الكبير في بعض الأصناف. يذكر أن حجم الطلب السنوي على الأغنام الحية في السوق السعودية يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين رأس، تؤمّن 75 في المئة منه بالاستيراد الخارجي، من الأغنام السودانية والصومالية والأسترالية، تمثل 60 في المئة من حجم المستورد إلى السوق السعودية.