ضربت الاضطرابات السياسية والمظاهرات التي تشهدها منذ شهر آذار (مارس) من العام الماضي، وارتفاع أسعار الأعلاف سوق الأغنام في السعودية، خصوصاً أغنام النعيمي والنجدي، إذ تشهد السوق السعودية شحاً كبيراً فيهما وتجاوزت أسعار المتوافر منها أكثر من 2500 ريال للرأس الواحد، بحسب عدد من تجار الأغنام في السوق تحدثوا ل«الحياة». وقال التجار إن المتوافر من النعيمي في سوق الأغنام في الرياض خلال اليوم الواحد لا يتجاوز 120 رأساً، في مقابل أكثر من 2000 رأس يومياً في السابق، مؤكدين أن نوعي السواكن والبربري متوافران بشكل كبير. وقال تاجر الأغنام مخلف العنزي: «هناك أسباب عدة تسببت في هذا الشح الكبير، من أهمها توقف تصدير النعيمي من سورية عقب اندلاع الأزمة فيها، إذ كانت تصدر كل ستة أشهر كميات كبيرة إلى مختلف الأسواق، إضافة إلى أن الأردن لم يعد فيها أغنام تلبي الطلب والتصدير إلى الخارج». وأضاف أن هنالك عوامل أخرى أسهمت في هذا الوضع، منها ارتفاع أسعار البرسيم، إذ وصل سعر الحزمة إلى 25 ريالاً، في مقابل 12 ريالاً، وتذبذب أسعار الشعير، ما أسهم في عدم توافر النعيمي والنجدي، كما أن كثيراً من التجار بدأوا يحجمون عن تربية أغنام النعيمي والنجدي المنتجة (من الإناث) بسبب ارتفاع كلفة تربيتها، وتحتاج إلى وقت طويل للإنجاب، مشيراً إلى أن هناك مربين اتجهوا إلى بيع المنتج منها للذبح على رغم منع ذلك. ولفت العنزي إلى أن السوق بدأت تشهد توافر الأغنام الإيرانية التي تدخل عن طريق الكويت، ولكنها غير مرغوبة من المستهلكين وتراوح أسعارها ما بين 1200 ريال و1300 ريال للرأس الواحدة، لافتاً إلى أن السواكن المستوردة حديثاً لا يتجاوز سعرها 450 ريالاً، فيما يبلغ سعر السواكن المربى من ستة أشهر نحو ألف ريال للرأس. من جهته، وصف تاجر الأغنام محمد بن علي، وضع سوق الأغنام في المملكة بأنه غير مطمئن، خصوصاً من النعيمي والنجدي التي أصبحت نادرة وأسعارها مرتفعة بشكل كبير، مشيراً إلى أن الأغنام الأفريقية متوافرة، إذ أبرمت كثير من الشركات صفقات كبيرة لاستيراد كميات كبيرة من الأغنام من الصومال والسودان خلال الأشهر الماضية. وأضاف أن الاستيراد من الأردن محدود جداً ووصل إلى مرحلة التوقف لعدم توافر كميات تلبي حاجة الطلب الكبير من السعودية في الوقت الذي هو متوقف حالياً من سورية، مشيراً إلى أن أسعار النعيمي والنجدي المتوافرة في السوق لا تقل عن 2300 ريال وتصل إلى 2500 ريال للحجم الكبير. وتابع: «هناك عوامل كبيرة أسهمت في عدم توافر النعيمي والنجدي في السوق، من أهمها إيقاف تصدير الأغنام من سورية، وتخلص كثير من تجار المواشي الذين كانوا يربون الأغنام المنتجة منها بسبب ارتفاع كلفة تربيتها، إضافة إلى زيادة أسعار الأعلاف والشعير والتي كان كثير من مربي الماشية يتوقعون أن تنخفض إلى 30 ريالاً للكيس، ولكن استقرارها عند سعر 40 ريالاً جعل كثيراً من المربين والتجار يخرجون من تجارة المواشي ويتجهون إلى استثمارات أخرى». ولفت إلى أن هناك شركات كبيرة كانت تهتم بتربية النعيمي والنجدي، غير أنه أمام ارتفاع الأسعار وزيادة كلفة تربيتها اتجهت إلى تصفية هذا الاستثمار بسبب ارتفاع حجم الخسائر.واعتبر ابن علي، أنه لا يوجد مبرر للارتفاع الحاصل في أسعار المواشي، خصوصاً أن مخزون الشعير متوافر بشكل كبير وكذلك الأعلاف. وأيد تاجر الأغنام والشعير عبدالله التويجري الرأيين السابقين، وأكد أن سوق الأغنام في المملكة تشهد أزمات في الأسعار من وقت إلى آخر، ويضاف لها حالياً الشح الكبير في بعض الأصناف التي تركزت في النعيمي والنجدي، وهما من الأنواع المفضلة لكثير من المستهلكين، مرجعاً السبب إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والشعير خلال النصف الثاني من العام الماضي والذي كان له أثر كبير في أسعار الأغنام، وتجاوزت أسعار النعيمي والنجدي 2300 ريال للرأس الواحدة. وأضاف أن الأزمات الحالية في المنطقة، خصوصاً في سورية أدت إلى توقف استيراد الأغنام منها، إضافة إلى صعوبة الاستيراد من تركيا، ما أسهم في شح الأغنام في السوق وارتفاع أسعارها بشكل كبير. يذكر أن حجم الطلب السنوي على الأغنام الحية في السوق المحلية يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين رأس، ويتم تأمين 75 في المئة من هذه الطلبات بالاستيراد الخارجي، من الأغنام السودانية والصومالية والأسترالية، وتمثل 60 في المئة من حجم المستورد إلى السوق السعودية.