أعلنت قيادة «صحوة ديالى»، أن استهداف مساجد للشيعة في المقدادية مقدمة لإشعال فتنة طائفية اخرى، فيما اعلنت الاجهزة الامنية اعتقال اربعة قياديين من تنظيم «القاعدة»، الذي «يسعى إلى اثارة حرب مساجد في المدينة». وأوضح قيادي بارز في «الصحوة» طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة»، أن «القادة الامنيين والسياسيين مطالَبون أكثر من أي وقت مضى بالعمل على منع الهجمات على المساجد، بعدما فجر مسلحون مسجد الصحابي أبو ذر الغفاري في قضاء المقدادية، ما أدى إلى تدميره بالكامل وإلحاق أضرار مادية في المنازل القريبة». وأشار القيادي نفسه إلى «معلومات مؤكدة عن خطة لاستهداف رجال دين ومساجد سنية، في خطوة لإثارة فتنة طائفية». وأكد ان «مظاهر التسلح التي شهدها عدد من أقضية ونواحي ديالى أخيراً تؤكد وجود مخطط لإدخال المحافظة في حرب أهلية». وينشط تنظيم» دولة العراق الاسلامية» التابع ل «القاعدة» في ديالى منذ عام 2006 على رغم اعتقال قادته الأساسيين، على ما قال الناطق باسم قيادة الشرطة المقدم غالب عطية الكرخي. وأوضح الكرخي ل «الحياة»، أن «استهداف المساجد وقتل الخطباء هدفه إثارة فتنة في المدينة، الا ان الاجهزة الامنية قادرة على إفشال هذه المخططات». وأضاف أن «قوات الامن تمكنت من اعتقال اربعة قادة من «القاعدة» خلال ملاحقة التنظيم». واستنكر نائب محافظ ديالى فرات التميمي، الهجومَ الذي شنه مسلحون على مسجد ابو ذر الفغاري، ودعا في تصريح الى «الحياة»، الاجهزةَ الامنية الى توفير الحماية اللازمة لدور العبادة. وحذر «الاهالي من الانجرار الى مخططات الارهاب وادخال المدينة في حرب جديدة». وكانت ديالى شهدت حرباً أهلية بين ميليشيا تقودها مجموعات شيعية وسنية أدت الى مقتل وإصابة المئات، فيما تحول معظم أحيائها الى مناطق مغلقة طائفياً. إلى ذلك، قتل اثنان من الزوار الشيعة وأصيب تسعة في هجومين منفصلين شمال بغداد وجنوبها. وقال مصدر في وزارة الداخلية، إن «احد الزوار قتل وأصيب خمسة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدف موكباً في ناحية المحمودية» (30 كلم جنوب بغداد). وأكد مصدر في وزارة الدفاع وجود نساء بين ضحايا الهجوم. وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، أعلن مصدر في قيادة العمليات «مقتل أحد الزوار الشيعة وإصابة أربعة آخرين بانفجار عبوة لاصقة على سيارتهم صباح اليوم» (أمس). ووقع الانفجار لدى مرور الضحايا في منطقة الرحمة وسط بعقوبة. وكانت سلسلة الهجمات، ومن بينها هجوم انتحاري استهدف زواراً شيعة في جنوب البلاد وانفجارات هزت بغداد وأدت الى مقتل 68 شخصاً على الاقل وإصابة نحو 150 آخرين، في أحدث موجة عنف في العراق، تتزامن مع أزمة سياسية خطيرة أحيت التوتر الطائفي. وتأتي هذه الهجمات بينما بدأ آلاف الشيعة من المحافظات الشيعية البعيدة، التوجهَ سيراً على الأقدام إلى كربلاء للمشاركة في إحياء أربعينية الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها بعد ثمانية أيام.