استُنفِرت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى مع حلول آخر يوم في عاشوراء، بعد تلقيها معلومات عن تنفيذ هجمات انتحارية ضد حشود ومواكب قرب الحسينيات، فيما اعلنت اعتقال 80 مشتبهاً فيهم من تنظيم «القاعدة»، بينهم انتحاريتان كانتا تستعدان لتنفيذ عمليات. وانتشرت قوات الأمن قرب دور العبادة في بعقوبة (مركز محافظة ديالى) ومدن أخرى بعد تلقيها معلومات استخباراتية عن نية المجموعات المسلحة شن هجمات ضد حشود قرب الحسينيات. وقال الفريق عثمان الغانمي، قائد العمليات في الفرات الأوسط في كربلاء ان «قوات الجيش وبناء على معلومات تمكنت من اعتقال ثمانين مشتبهاً فيهم شمال بابل وكربلاء». وأضاف ان «هذه الجماعات تنتمي إلى ما يسمى «فتيان الجنة» التابعة لتنظيم القاعدة»، مؤكداً ان «هذه العناصر كانت تنوي استهداف الزوار في يوم عاشوراء الذي يصادف الجمعة». وتخضع كربلاء التي يتوقع وصول مليوني زائر إليها لإحياء ذكرى عاشوراء منذ اليوم الاول من شهر محرم الى اجراءات امنية مشددة. ونشرت السلطات 28 الف عنصر امني لتنفيذ خطة محكمة ونحو سبعة آلاف عنصر احتياط. وتعد حماية زيارة عاشوراء اختباراً للقوات العراقية التي تؤدي ذلك من دون دعم القوات الاميركية. واستهدف مسلحون متطرفون المواكب الشيعية التي تؤدي شعائر عاشوار. فقد قام انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه وسط أحد المواكب في بعقوبة الاحد، ما أدى الى مقتل ثلاثة وإصابة مثلهم . كما ادى انفجار عبوة الثلاثاء الماضي استهدفت حافلة تقل زواراً ايرانيين متوجهين الى كربلاء الى اصابة سبعة منهم. وصرّح الرائد في الشرطة المحلية في ديالى سمير عبد القادر ل «الحياة» ان «القيادة وضعت خطة امنية للحيلولة دون وقوع هجمات بعد اغلاق جميع الطرق التي تمر منها المواكب الحسينية، فضلاً عن انتشار القوات الامنية على جانب الطرقات الرئيسية لمدن المحافظة». الى ذلك، اكد مسؤول امني بارز اعتقال امرأتين انتحاريتين قبل تفجير نفسيهما في منزلين متفرقين جنوب وشمال بعقوبة. وأوضح المسؤول في مكتب مكافحة الارهاب، طالباً عدم ذكر اسمه ل «الحياة»، ان «قوة امنية اعتقلت امرأة تبلغ الثلاثين مستعدة لتنفيذ عملية انتحارية بحزام ناسف، في منزل مهجور قرب حسينية عبد الكريم المدني شمال بعقوبة». وبيَّن المسؤول ان «المرأة كانت فاقدة الوعي جزئياً لدى اعتقالها، فيما اعتقلت امرأة اخرى ترتدي حزاماً ناسفاً في منطقة التحرير جنوب بعقوبة في منزل مماثل». وأوضح ان «الاعتقالات تمّت بعد شن حملة امنية واسعة في عدد من مناطق بعقوبة على خلفية ورود معلومات عن عزم التنظيمات المتطرفة تنفيذ ثماني هجمات بواسطة انتحاريين ضد مواكب ومساجد للشيعة». وقال الناطق باسم قيادة الشرطة في ديالى الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» إن «الاجهزة الامنية تمكنت من التعرف إلى هوية منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف موكباً للعزاء في دور مندلي التابع لقضاء بلدروز الإثنين الماضي، والذي ادى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين». وأضاف الكرخي ان «الانتحاري عراقي الجنسية ويدعى هاني فيصل محمد، وهو احد المعتقلين الذين تم الافراج عنهم من سجن بوكا اخيراً».