ضربت أعمال العنف أمس عدداً من المحافظات العراقية، بينها الأنبار وكركوك وبعقوبة وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وأعلن مسؤول أمني في قيادة العمليات في ديالى مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثة بهجوم نفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً استهدف موكباً للشيعة غرب بعقوبة. وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار محمد فتحي ل «الحياة» أن 8 أشخاص على الأقل قتلوا في إحصاء أولي بينهم مراسل محطة تلفزيونية محلية وأصيب 35 في هجوم انتحاري قرب مبنى المحافظة. وكان تنظيم «القاعدة» تبنى هجوماً مماثلاً استهدف مبنى المحافظة وقيادة الشرطة نهاية العام الماضي أسفر عن مقتل 23 شخصاً بينهم مسؤولون محليون. وقال فتحي إن الهجوم الجديد هو الثاني من نوعه بعد استهداف مبنى المحافظة نهاية العام الماضي، مشيراً الى أن الاستهداف الأول أثبت تورط أحد ضباط الشرطة ويدعى محمد العليان في التخطيط له لمصلحة تنظيم «القاعدة». ولم يستبعد أن تنشط محاولات ضرب الأمن في الأنبار عبر إحياء خلايا التنظيم النائمة في المدينة. وأشار الى أن «الخروقات داخل القوى في حاجة الى معالجات جدية والتركيز على الجانب الاستخباري»، لافتاً الى أن «هجوم الأمس يتزامن مع وصول عدد من الشركات العربية والأجنبية الى محافظة الأنبار للشروع في عمليات استثمار واسعة النطاق». وقال الرائد رحيم زبن إن «انتحارياً كان يقود سيارة مفخخة فجر نفسه عند نقطة تفتيش قرب مبنى محافظة الأنبار ما أدى الى قتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وإصابة عشرات آخرين». وأكد مصدر طبي في مستشفى الرمادي (100 كلم غرب بغداد) تلقي جثث 11 شخصاً، بينها ستة لعناصر في الشرطة وواحدة لامرأة وأخرى لمصور يعمل في قناة الأنبار المحلية». وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وأغلقت موقع الانفجار، فيما حلقت مروحيات تابعة للجيش فوق المكان. في كركوك، أعلنت مصادر أمنية عراقية أن مسلحين خطفوا في هجومين منفصلين امرأة كردية، هي زوجة شقيق مسؤول كبير في الشرطة، وشيخ عشيرة عربية وابنته. وأوضح مصدر أمني (فرانس برس) أن أربعة مسلحين يرتدون أزياء عسكرية ومدنية اقتحموا منزل حامد طاهر البرزنجي في حي غرناطةجنوب كركوك، وقاموا بتقييده ووضعوا شريطاً على فهمه وخطفوا زوجته هيفاء عبد الصاحب (25 سنة). وأضاف أن «المسلحين أبلغوا البرزنجي، وهو شرطي في مديرية شؤون شرطة كركوك التي يديرها شقيقه العقيد محمد طاهر البرزنجي، أن أخاه ظالم». وأكد المصدر أن قوات الشرطة نصبت حواجز تفتيش ونفذت عمليات دهم بحثاً عن الخاطفين. وبعد ساعتين على الحادث، أقدم مسلحون مجهولون على خطف شيخ عشيرة العزة العربية صياح ثابت وابنته ريما (18 سنة) من منزلهما في قرية البو محمد، على بعد 35 كيلومتراً جنوب كركوك. ويأتي هذان الحادثان بعد أكثر من شهر على الإفراج عن خمس نساء على علاقة بتنظيم «أنصار السنة» المرتبط ب «القاعدة»، مقابل الإفراج عن فتاتين كرديتين خطفتا في وقت سابق وهما ابنتا رجل أعمال مقرب من الحزب الديموقراطي الكردستاني. وكان العقيد محمد طاهر البرزنجي والشيخ صياح العزاوي شاركا في عملية تبادل الفتاتين الكرديتين بالمعتقلات الخمس العربيات. بدوره، حذر اللواء جمال طاهر بكر من أن «هؤلاء المجرمين يريدون إشعال الفتنة بين أهالي ومكونات كركوك»، مشدداً على أن «الشرطة لا يمكنها اللجوء الى أسلوب تبادل محتجزين ومخطوفين لأنه فعل يشجع الإرهاب ويجعل ضباطنا يعزفون عن القيام بواجباتهم». في بعقوبة، قال الرائد سمير عبد القادر ل «الحياة» إن انتحارياً ينتمي إلى تنظيم «القاعدة» فجر نفسه في موكب للزوار المتوجهين الى كربلاء ما أدى الى مقتل مسؤول الموكب عبد الرضا حسين ونجله وإصابة أربعة آخرين بينهم امرأة بجروح خطرة، في منطقة الكاطون. ويأتي الهجوم بعد أن توعد التنظيم في منشورات تحريضية الأسبوع الماضي باستهداف المواكب الحسينية في المدينة. وكانت انتحارية أقرت الخميس الماضي بعزمها على تفجير نفسها أمام مسجد للشيعة وسط بعقوبة. وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة مثنى التميمي ل «الحياة» أن «المرأة اعترفت بانتمائها إلى تنظيم القاعدة وبأنها كانت تخطط لتفجير نفسها في تجمع للشيعة أمام مسجد عبد الكريم المدني، أبرز رجال الدين الشيعة في المدينة». إلى ذلك، نجا مسؤول أمني بارز من محاولة اغتيال، وأصيب 21 شخصاً بينهم عدد من عناصر حمايته الشخصية بانفجار عبوة استهدفت موكبه. وأكد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» إن «عبوة انفجرت، أثناء مرور موكب آمر لواء الشرطة المحلية العقيد الركن راغب العميري لدى تفقده حادث التفجير الانتحاري الذي استهدف موكباً حسينياً غرب بعقوبة، ما أسفر عن إصابته وخمسة من مرافقيه إضافة الى خمسة عشر مدنياً». ويتخذ تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، بزعامة أبو بكر البغدادي من ديالى المعروفة بخليطها العرقي والطائفي مركزاً لهجماته المسلحة منذ عام 2006 فيما تنتشر مجموعات مسلحة أخرى أعلنت ولاءها للتنظيم في عدد من المناطق النائية.