رسمت أعضاء هيئة تدريس وطالبات مُبتعثات، خريطة طريق لبرنامج «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي»، داعيات إلى «تحديد السلبيات والإيجابيات» في البرنامج، مشيرات إلى «تكدس» خريجي الدفعتين الأولى والثانية من البرنامج، في انتظار الحصول على وظائف، ما فاقم مشكلة البطالة، لعدم توافر فرص وظيفية مناسبة للمُبتعثين، فيما أكد أعضاء أن البرنامج «سيحقق فوائد كبيرة على المدى البعيد». وتباينت آراء المشاركات في لقاء «الثلثاء الشهري»، الذي أقامته «غرفة الشرقية» مساء أول من أمس، حول الابتعاث، وسط مطالبات بأهمية «التنسيق، ووضع خطة قبل ابتعاث الطلبة، لضمان توافر وظائف لهم»، وذلك بعد أن وصل عدد المبتعثين إلى 70 ألفاً، وسط توجه لزيادة العدد إلى 140 ألفاً خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وأوضحت الأستاذ المساعد في جامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتورة ناهد الموسى، أن الكلفة الإجمالية لبرنامج الابتعاث «تبلغ أكثر من 60 بليون ريال، وإذا كان المأمول أن يصل عدد المبتعثين إلى 140 ألفاً خلال خمس سنوات، فمعنى ذلك أن الكلفة ستتضاعف إلى أكثر من 120 بليون ريال»، مضيفة أن «إنفاق الدولة على التعليم يحمل في طياته رسائل تنموية عدة، تحقق التنمية الوطنية، فالبرنامج مدروس، ويتطلع إلى معدلات التطور التي تحدث في البلد، ويتواءم معها»، مؤكدة أن «عاماً واحداً إضافياً في التعليم، يحقق نمواً في الناتج المحلي سبعة في المئة». ووجهت وكيلة عمادة الدراسات العليا لشؤون الابتعاث والتدريب في جامعة الدمام الدكتورة ليلى باطوق، انتقادات متتالية «لغياب فرص التوظيف للمُبتعثين، وعدم توافر خطط مدروسة قبل الابتعاث»، مشيرة إلى أن برنامج الابتعاث «ليس لإيجاد فرص لحل أزمة التعليم، واستيعاب خريجي الثانوية العامة، فالبرنامج ليس مرتجلاً، وإنما مُخطط له، وهو ضمن خطة التنمية، لتطوير الموارد البشرية، فالمنفعة قد تكون مستقبلية، حتى لو كان هناك نوع من التأخر في الحصول على وظيفة للمُبتعث». وأوضحت باطوق، أن «نسب الإخفاق بين المبتعثين بسيطة، بحسب إحصاءات وزارة التعليم العالي، لذا فإن دخولهم سوق العمل سيكون له تأثير واضح، بعيداً عن الشركات العائلية التي تستقطب أبناءها، لأن الفيصل الوحيد للتوظيف سيكون الجودة والكفاءة، من هنا سنعرف الفائدة التي سيتركها برنامج الابتعاث». وأبانت الموسى، أن وزارة التعليم العالي «أعلنت أن أعداد المبتعثين لخارج المملكة ارتفعت إلى 70 ألفاً، مقابل 14 ألفاً قبل أربعة أعوام. وبحسب نائب الوزير الدكتور علي العطية، فإن كلفة برنامج الابتعاث للسنوات الخمس الماضية، وصلت إلى 15 بليون ريال، من دون إضافة كلفة إلحاق الزوجات والأبناء. كما كشفت الوزارة أنها ستزيد عدد المبتعثين في السنوات الخمس المقبلة، ليصلوا إلى 140 ألف طالب وطالبة، على أن يستقطب 70 في المئة من الدفعة الأولى منهم عند تخرجهم، للعمل في الجامعات الناشئة في المملكة». وعزَت بطالة الفتيات إلى «رغبتهن في التعيين في قطاع التعليم، علماً بأن الوزارة تتحمل ما لا يمكن تحمله»، لافتة إلى أن «85 في المئة من وظائف المرأة في هذا القطاع». ولفتت إلى أن من أهداف برنامج الابتعاث «القضاء على ظاهرتي التطرف والتشدد، الناجمتين عن ضيق الأفق، ورؤية العالم من منظار خاص ووحيد، فحين نتعرف على شعب آخر، ترتفع نسبة التفاهم، ويقل احتمال العداء، ويصبح التعاون وتبادل المنافع هو الأقرب». وعن عدم الحصول على وظائف وإحلال الأجانب، كشفت المشرفة على التوظيف في «غرفة الشرقية» حنان الوابل، أنه «تبين من إحصاءات رسمية، أن المنطقة الشرقية أكبر منطقة تحوي تخصصات عالية، وهي أقل المناطق في العرض الوظيفي»، مبينة أن مدينة الجبيل الصناعية «لا تضم أي عنصر نسائي يعمل في منشآتها. كما لا يوجد تدريب كافٍ للفتيات، للتسلح بالمهارات الذاتية للتوظيف».